على المستوى الشكلي نجد أن الجريدة الرسمية تؤرخ بشكل وثيق لعدد من القوانين التي تنظم الحياة العامة في المغرب. ومنذ صدور أول عدد من الجريدة الرسمية، والذي خصص لنص وثيقة الحماية وتضمن توقيع كل من مولاي عبد الحفيظ ورونو، واكبت كوثيقة قانونية حركة الدولة الرسمية والإجراءات التي تشمل كافة مناحي التسيير اليومي لشؤونها. وحافظ السلطان كما -هو مثبت في الجريدة الرسمية- على جميع المظاهر الخارجية للأبهة التقليدية المغربية للسيادة الدينية والسياسية، كما يوضح ذلك جرمان عياش، فباسمه كانت تُسنّ القوانين والظهائر وتصدر الأحكام القضائية، ونجد هذا الأمر محفوظا في القوانين التي صدرت، والتي كانت إما موقعة من السلطان مباشرة، سواء في عهد مولاي عبد الحفيظ أو في عهد محمد بن يوسف في فترة الحماية، أو بعد الاستقلال من طرف محمد الخامس والحسن الثاني ومحمد السادس. صدر أول عدد من الجريدة الرسمية في 1 -11 -1912 باللغة الفرنسية، وتضمن العدد الأول نص وثيقة الحماية، لكن النسخة العربية سيصدر منها أول عدد في 1 فبراير1913، أي بتأخير حوالي 8 أشهر عن النسخة الفرنسية، ومن حيث التوصيف فإن العدد الأول يحمل عددا من الثوابت التي ستسير عليها الأعداد الموالية في السنوات المقبلة، مع تطور ملحوظ في الخطوط والطباعة والتبويب، وزيادة في ثمن النسخة الواحدة، لكن هويتها العامة ظلت ثابتة، ففي الفترة الاستعمارية حملت النسخة في ترويستها اسم «الجريدة الرسمية للدولة المغربية الشريفة المحمية»، وكانت أغلب التوقيعات يمضيها كل من الصدر الأعظم محمد المقري والمقيمين العامين الفرنسيين الذين تعاقبوا على المغرب. ومن الأعداد المهمة للجريدة الرسمية تلك التي تؤرخ لوفاة السلطان مولاي يوسف، والعدد صادر في 22 نونبر 1927، ونتعرف في الجريدة على ظروف وفاة مولاي يوسف، الذي كان مريضا لكنه تعافى في صيف تلك السنة، لكن هذه العافية التي أبداها سرعان ما رافقها تدهور في صحته، وأودت به نوبة باغتته، أسلم إثرها الروح، بعد أن كان يستعد لزيارة مكناس في إطار حركة السلطان في الأقاليم. ومن النص المنشور نستشف أيضا الجو الجنائزي الحزين الذي مرت فيه الجنازة وطقوس النائحات والنادبات والتعازي التي تلقاها الجناب الشريف من المقيم العام الفرنسي الكوميسير ستيك والمسؤول العسكري الإسباني ومن الحكومة الفرنسية، التي حزنت لهذا المصاب. كما صدرت الأوامر بتنكيس الأعلام حزنا. من هذا المنظور يمكن اعتبار الجريدة الرسمية وثيقة تاريخية بالغة الأهمية، لأنها كانت تؤرخ لحياة المملكة المغربية في ظل الظروف التي عاشتها، سواء في فترة الاحتلال أو بعده.