استفاقت ساكنة حي بنسودة الشعبي بمدينة فاس، صباح أمس أن الثلاثاء، على خبر اختفاء «برج إيفل»، الذي أعلن عمدة فاس، الأمين العام الحالي لحزب الاستقلال، عن تشييده على حين غرة بالقرب من قلعته الانتخابية بالعاصمة العلمية. وتضاربت الآراء حول ملابسات اختفاء هذا البرج عن آخره، في وقت متأخر من ليلة الاثنين/الثلاثاء، بين قائل إن الأمر يتعلق بعملية سرقة كبرى من نوعها في المدينة، وبين من أكد بأن وزارة الداخلية أرغمت جماعة فاس على إعادة النظر في المشروع برمته، عبر الإعلان عن صفقة عمومية، واتباع الإجراءات الإدارية المعمول بها في هذا الباب، وبين مشير إلى أن هشاشة البرج دفع المجلس إلى سحبه في وقت متأخر من الليل، في انتظار إعادة النظر في صلابته، وتثبيته من جديد. وأكد مصدر مسؤول في المجلس الجماعي بأن المجلس هو الذي قرر إزالة البرج بعدما تبين له بأن الموقع غير مناسب بالنظر إلى الإقبال الكثيف للسكان عليه. وبدت الساحة التي كانت تحتضن هذا البرج، الذي أعلن شباط عن تشييده منذ أسابيع، «يتيمة» ومقفرة. وفي غياب أي إجراء للتواصل، ولأن القرار تم تنفيذه في وقت متأخر من الليل، فإن عددا كبيرا من المواطنين في منطقة بنسودة يتحدثون عن أن البرج تعرض لسرقة كبرى من نوعها. وأوضح علال العمراوي، نائب عمدة فاس، في اتصال ل«المساء» به، بأن المجلس الجماعي هو الذي قرر إزالة البرج، وبرر القرار بكون الموقع ليس موقعا مناسبا. وأشار إلى أن المجلس لم يكن ينتظر الإقبال الكبير للساكنة على البرج، وتبين بأن المجلس عليه أن يعيد اختيار الموقع المناسب، وأضاف بأن المجلس الجماعي يبحث الآن عن تصور جديد للمشروع. فيما قال مصدر من السلطة في وقت سابق إن إحداث المشروع شابته عدة اختلالات. موضحا أن المجلس لم يعلن عن صفقة، ولم يتبع الإجراءات الإدارية، ولم يعلق أي علامات توضح نوع المشروع ولا الجهة المكلفة، ولا قيمة الصفقة. وتقول مصادر من المجلس إن «برج إيفل» يندرج في إطار مشاريع ترمي إلى تعزيز جاذبية المدينة. ويبلغ علو البرج حوالي 30 مترا. وأثار بناؤه، منذ أسابيع، حضور عدد من أبناء الحي الشعبي زواغة وبنسودة لالتقاط صور تذكارية. وتذهب المصادر نفسها إلى أن الغاية هو أن يكون البرج مشابها لبرج باريس. وسبق لعمدة فاس أن أعلن عن مشروع البحر الاصطناعي بالمدينة ومشروع أكبر مكتبة في العالم بالعاصمة العلمية، ومشروع أكبر مشتل للورود، قبل أن يمر إلى مشروع بناء برج إيفل دون سابق إعلان، مباشرة بعد تنصيبه أمينا عاما على حزب الاستقلال. لكن لم يتم تنفيذ أي مشروع من هذه المشاريع التي خلفت متابعات إعلامية كبيرة، وانتقادات شديدة اللهجة من قبل الخصوم.