يحتدم اليوم بمدينة أكادير الصراع بين الدول الأعضاء في المنظمة العالمية لحماية الطون الأحمر، خلال اجتماعها من أجل تحديد حصص صيد هذا النوع من السمك، الذي تناقصت أعداده كثيرا خلال السنوات الأخيرة. وستحاول 48 دولة، المنضوية تحت لواء المنظمة، الدفاع عن مصالحها والرفع من حصصها في صيد الطون الأحمر، خاصة في ظل العمل بتدابير جديدة تتحدد بناء عليها حصص كل بلد. ويتعلق الأمر، بالأساس، بالمخزونات المتوفرة من هذا النوع من السمك، واعتماد تقارير الخبراء وعلماء البيولوجيا في تحديد الحصص. ويدعو الاتحاد الأوربي إلى الحفاظ على حصص صيد الطون الأحمر في مستوياتها للسنة الماضي، وذلك في حدود 12900 طن في السنة، اعتمادا على تقارير اللجان العلمية التي تراقب تكاثر هذا النوع من السمك، غير أن دولا أخرى، وعلى رأسها المغرب واليابان، تطالب برفع حصص الصيد، طالما أن التقرير الأخير للمنظمة العالمية لحماية الطون الأحمر كان إيجابيا ولم يشر إلى تراجع كبير في الكميات. على مستوى آخر، من المنتظر أن يخيم ورود اسم المغرب كمتهم في قضية تهريب سمك الطون الأحمر، الذي يعد من كائنات البحر الأبيض المتوسط المطلوبة كثيرا للاستهلاك على أشغال لقاء أكادير. فحسب تقرير للصندوق الدولي للطبيعة، فإن المغرب ودولا أخرى، منها إيطاليا وإسبانيا، تعمل على تصدير ما يقارب 18 ألف طن بطريقة غير قانونية، عن طريق باناما، قبل التوجه إلى اليابان، التي تعتبر الدولة الأكثر استهلاكا لهذا النوع من الأسماك. وقبل سنتين تقريبا، قرر ممثلو وزراء الصيد البحري بدول الاتحاد الأوربي واليابان والمغرب وتونس الأعضاء في المنظمة العالمية لحماية الطون الأحمر (ICCAT)، في اجتماعها المنعقد بالبرازيل، تقليص حصة صيد سمك الطون الأحمر بشمال المحيط والمتوسط، بتخفيض حصة مجهود الصيد لسنة 2010، بنسبة (40 في المائة)، مقارنة بحصة سنة 2009، وهو ما يعني السماح بصيد 12900طن فقط في السنة القادمة بدل حصة 22000 طن. وقد اعتمدت الدول سالفة الذكر، ومنها المغرب، في قرارها بتقليص مجهود صيد سمك الطون الأحمر، على الدراسات الميدانية التي قام بها خبراء الأحياء البحرية، وخاصة منهم خبراء السلام الأخضر «غرينبيس»، الذين أصروا على ضرورة منع صيد هذا الصنف من السمك الأكثر استهلاكا في اليابان، والذي يتم صيده بشباك عريضة، وبكميات مفرطة، دون اكتمال نضجه التوالدي، وبالتالي، تعرضه للإبادة والفناء، بفعل عدم تمكنه من التلاقح، والتوالد، والاستمرارية.. وشكل هذا القرار الحمائي ضربة للمصالح الإسبانية، التي تصطاد هذا النوع النبيل من السمك على مشارف معبر البوغاز (ما بين قاديس وطريفة)، وهي المنطقة الأكثر تضررا. وعادة ما يتم اصطياد هذا النوع من الأسماك من أجل لحمه، الذي يؤكل نيئا في أطباق السوشي، من مياه المحيط الهادئ والأطلسي والهندي، كما يتم اصطياده، في بعض الأحيان، صغيرا ويربى في مزارع بحرية حتى يصبح بالغا وجاهزا للأكل.