حسن البصري امتد عشق النهضة السطاتية إلى أسرة ادريس البصري، وانتقلت «عدوى» حب الأزرق من الأب إلى الأبناء لاسيما بعد أن كان وزير الداخلية الأسبق يستقبل في بيته بين الفينة والأخرى لاعبي الفريق حين يخوضون مباراة هامة بالعاصمة الرباط، وبعد أن عقدت اجتماعات عديدة تهم راهن ومستقبل فريق الشاوية في بيت الوزير بطريق زعير. كان هشام البصري يرافق والده إلى ملعب الفتح بالرباط ليتابع مباريات الفريق وهو صغير السن، كما تابع بعض مباريات النهضة في المركب الشرفي بسطات، ولم تقتصر علاقته على متابعة مسيرة الفريق الذي كان صرحا كرويا كبيرا، بل كان يفاخر زملاءه في الدراسة الذين كان يحملون في قلوبهم عشقا لفريقي العاصمة الجيش الملكي والفتح الرباطي، وكان من أشد المعجبين باللاعب الدولي أحمد العلوي أكثر لاعبي النهضة قربا من أسرة البصري. وتقول روايات قدماء لاعبي النهضة إن البصري كان معجبا بصغار الفريق السطاتي فدعاهم يوما إلى زيارة الرباط لخوض مباراة في كرة القدم، وهي المباراة التي شارك فيها هشام إلى جانب لاعبين كانوا في بداية مشوارهم الكروي قبل أن يتحولوا إلى لاعبين لهم شأن كبير في المشهد الكروي الوطني كرغيب والركبي وبنزكري وشينا والعلوي الابن تحت قيادة المدرب بهلاوي، كما رد هشام الزيارة حين استدعى فريقا من الرباط أغلب لاعبيه من أبناء الأعيان والوزراء وواجه على أرضية المركب الشرفي صغار النهضة في مباراة ودية تكرس روح الانتماء لفريق له مكانة خاصة في قلب والده ادريس، الذي شغل لسنوات مهمة رئيس شرفي للفريق. وقال المرحوم رشيد عزمي في حوار سابق مع «المساء» إنه قبل الإعلان عن تشكيلة أي مكتب مسير للنهضة، كان يحرص على استشارة الوزير فيتوجه إلى بيته ويعرض عليه الأسماء من أجل الموافقة النهائية قبل الإعلان عن تركيبة المكتب التنفيذي للنادي، وغالبا ما يحضر هذه الجلسات ابنه توفيق الذي يسأل عن أحوال النهضة ويتمنى فوزها باللقب كي يفاخر بها زملاءه. وفي شهر غشت من سنة 2009، أطلق سعيد قيلش رئيس النهضة السطاتية مفاجأة من العيار الثقيل حين صرح في الجمع العام للفريق بأنه على اتصال مع توفيق البصري لضمه إلى تشكيلة المكتب المسير كعضو شرفي اعترافا بالخدمات التي أسداها والده الرجل القوي في نظام الملك الراحل الحسن الثاني حين كان يغدق العطاء على فريق الشاوية، من خلال جلب مجموعة من رؤوس الأموال لدعم النادي وإبرام صفقات استشهارية معه، أبرزها مع شركة الخطوط الجوية التي احتضنت «النهيضة» وحولت خصاصها إلى انفراج، قبل أن يوقف المدعمون صنابير الدعم بعد خروج ادريس من الحكومة. وقال سعيد قيلش، إنه سعى حين كان رئيسا للفريق إلى منح الصفة الشرفية لكل من ساهم في دعم النادي واقترح على توفيق البصري صفة عضو شرفي، «اقتنع توفيق بالانضمام إلى لائحة الأعضاء الشرفيين الذين كان يعول عليهم كواجهة مشرقة للنادي في رهانه نحو إقلاع جديد، لأن ضم عضو من أسرة البصري هو اعتراف بالخدمات التي قدمها والده للفريق قيد حياته، والمكانة التي تحظى بها النهضة في قلوب عائلة البصري، مضيفا أن اللائحة كانت تضم أسماء كبيرة أسدت خدمات جليلة «للنهيضة» وتسعى إلى التمرد على الوضعية الراهنة، كالراحل رشيد عزمي الرئيس السابق وابن الرئيس الأسبق الذي قدم الكثير للفريق الأزرق». ويعود آخر ظهور لتوفيق البصري مع الفعاليات الرياضية لمدينة سطات إلى شهر يونيو من سنة 2010 في حفل بضيعة الراحل رشيد عزمي بضواحي مدينة سطات، بحضور مجموعة من قدماء اللاعبين الدوليين والمسيرين، من أعضاء جمعية رياضة وصداقة، وهو حفل تم خلاله تكريم بعض الوجوه التي أسدت خدمات كبيرة للكرة السطاتية والوطنية، وشوهد توفيق وهو يأخذ صورا تذكارية مع لاعبين حملوا قميص النهضة كبوخنجر ورغيب والركبي وبنزكري وقيلش والعلوي وبهلاوي وغيرهم من الأسماء التي حضرت الحفل التكريمي. وكانت النهضة السطاتية تحظى بين الفينة والأخرى بدعم عائلة البصري في سطات أو الرباط أو الدارالبيضاء، حيث تحول آل البصري إلى متعاطفين مع الفريق لاسيما في المحن التي مر بها، وامتد العطف إلى أسرة شقيق البصري بوشعيب وابنه يوسف الذي كان مديرا لسوق الخضر بالجملة في الدارالبيضاء، قبل أن يقال من منصبه بعد إبعاد ادريس من الوزارة.