رغم أن الديربي الذي جمع بين الرجاء والوداد أول أمس الثلاثاء، بملعب محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء، وانتهى بفوز الفريق «الأخضر» كان الأقل على مستوى الخسائر، إذ لم يعرف انفلاتات أمنية كبيرة، وشهد حوادث وإصابات أقل في صفوف مشجعي الفريقين، إلا أن المباراة جرت في ظروف تنظيمية سيئة للغاية، لقد وجد العديد من مشجعي الفريقين أنفسهم خارج الملعب، رغم توفرهم على تذاكر المباراة، ولم ينفعهم الاحتجاج في شيء لتوصد الأبواب أمامهم، هذا في وقت اختارت فيه فئة أخرى من الجمهور اقتحام أبواب الملعب، والدخول إليه بقوة، مما كاد أن يتسبب في وقوع الأسوأ لولا الألطاف الإلهية. في كل مباراة للديربي تتكرر مثل هذه الحوادث التي تسيء للديربي، وتسيء لكرة القدم، والمثير أن الكثير من الأطراف تتحمل مسؤولية ما يقع، فليس مقبولا أن يتوفر المتفرج على تذكرة ولا يكون بمقدوره الدخول إلى الملعب لمتابعة مباراة ينتظرها بشغف، مثلما ليس مقبولا أن يتسلل بعض المشاغبين إلى داخل الملعب بدون أداء ثمن التذاكر، أو يعبروا الحواجز وكأن ليس هناك مراقبين من المفروض أن يحصوا كل الحركات والسكنات. إن أطرافا كثيرة تتحمل المسؤولية في ما يقع في الديربي، فالمنظمون مسؤولون، لأن هناك من يغمض الطرف عن تجاوزات تقع أمامهم، وبعض المنتسبين للأمن مسؤولون كذلك، لأن بينهم بعض ممن لا ضمير لهم، ممن يقبضون ثمن انسلال بعض المتفرجين، ومسؤولو الفريقين لهم نصيب من المسؤولية، لأنهم عودوا بعض «الحياحة» على الدخول إلى الملعب مجانا، بما أنهم باتوا أشبه بقوة احتياطية بالنسبة لهم، تعينهم وقت الحاجة. عقب أحداث الشغب التي شهدتها عدد من مباريات البطولة، جرى الحديث عن ضرورة تطبيق العديد من الإجراءات وأولها ترقيم الكراسي، ومنع القاصرين من دخول الملعب إلا إذا كانوا مع مرافقين، وقامت الدنيا ولم تقعد، لكن للأسف، لا شيء من ذلك تم تنفيذه، بل إن المشاغبين أصبحوا يعيثون فسادا دون أن يجدوا من يوقفهم، مما يهدد بخطر محدق. إن المسؤولية تقتضي ممن بيدهم الحل والعقد أن يتوقعوا الخطر ويعملوا على الحيلولة دون وقوعه، لا أن ينتظروا إلى أن تقع الفأس في الرأس ويبدؤوا بعدها في تدبير الأزمة ولطم الخدود وشق الجيوب، وكأنه لم يكن بمقدورهم تجنب الأسوأ.