أدى سقوط نزيل بالسجن المحلي لعين قادوس، في وقت متأخر من ليلة الأربعاء/الخميس الماضي، من «سطارة» منعت إدارة السجون استغلالها ل«السكن»، إلى إصابة سجين آخر كان «يقيم» في الأرض المكتظة للغرفة رقم 4 بجناح «الحي الجديد»، ما أدى إلى وفاته زوال يوم أول أمس السبت، في قسم الجراحة بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بمدينة فاس. وقالت المصادر إن النزيل المتوفى، فتاح جوهر، الذي يبلغ من العمر حوالي 26 سنة، كان قد سبق له أن تعرض لعملية جراحية على مستوى البطن قبل ولوجه السجن بسنوات. وأدى سقوط السجين من «السطارة» على بطنه إلى إلحاق أضرار خطيرة ببطنه. وتم التوجه به إلى مصحة السجن، لكن المسؤولين أكدوا بأن حالته لا تدعو إلى القلق. وأعيد إلى غرفة يقيم بها حوالي 60 سجينا. واشتدت حالته، وبدأ يتبول الدم، تشير المصادر، ما دفع «جيرانه» من السجناء، وضمنهم شقيقه، إلى إخبار إدارة السجن. وتقررت إحالته على المستشفى الجامعي الحسن الثاني لإجراء عملية جراحية. لكن العملية لم يكتب لها النجاح. ويتحدر السجين المتوفى من الحي الشعبي صهريج كناوة بالعاصمة العلمية. ودخل السجن بتهمة لها علاقة بالاتجار في المخدرات، وكان من المقرر أن يغادر المؤسسة السجنية بعد مرور ما يقرب من الشهر، بعدما يكون قد قضى مدة ثلاثة أشهر من حكم قضائي أدانه. وتبلغ «السطارة» التي يستغلها بعض السجناء للنوم ما يقرب من 50 سنتمترا في الطول و15 سنتمترا في العرض. وأنشأتها إدارة السجن لاستغلالها في وضع أمتعة وحاجيات السجناء، لكن نزلاء يحولونها إلى «فراش» للنوم، فرارا من واقع الاكتظاظ. وذكرت المصادر بأن استغلال هذه «السطارة» يتم عادة بإيعاز من بعض الموظفين. وأضافت أن المندوبية السامية للسجون سبق لها أن عممت مذكرة تمنع استعمال هذه «السطارات» للسكن. وفي السياق ذاته، أفادت المصادر بأن حادث سقوط السجين من «سطارة» على سجين آخر، يؤكد واقع الاكتظاظ الذي ورد ضمن تقارير سجناء طلبة قاعديين معتقلين في السجن. كما ذكرت بأن السجناء يعانون من «إهمال مفرط» فيما يتعلق بالتطبيب، وهذا ما يؤدي، حسب التقارير، إلى انتشار أمراض معدية، ويتسبب في حالات وفيات عادة ما لا يواكب عدد من وسائل الإعلام ملابساتها، تضيف المصادر.