أقدم نزيل بالسجن المحلي أيت ملول، مصاب بداء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) ليلة أول أمس الأربعاء، على محاولة انتحار داخل زنزانته، وأفادت مصادر مطلعة من داخل السجن بأن السجين المذكور فوجئ، رفقة باقي نزلاء الغرفة رقم 1، بحراس السجن يعملون على تفتيش الغرفة تفتيشا عشوائيا، الأمر الذي نجم عنه بعثرة أغراضهم الخاصة، كما عمد رئيس الموظفين إلى حجز مائدة بلاستيكية كان يخصصها السجين لتناول وجباته الغذائية، وهو الأمر الذي لم يرق النزيل المصاب الذي هدد بالانتحار. وأكدت المصادر ذاتها أن السجين نفذ وعده مباشرة بعد خروج الحراس من الغرفة، حيث أقدم على ذبح نفسه، كما وجه طعنات قاتلة إلى نفسه على مستوى البطن والأطراف، مما أدى إلى إصابته بنزيف حاد وتطاير الدماء على جدران الزنزانة. وبعد إشعار موظفي السجن بالحادث، رفض هؤلاء حمله إلى مصحة السجن خوفا من انتقال عدوى الفيروس إليهم، الأمر الذي اضطر معه أربعة نزلاء يشاركونه نفس الغرفة إلى حمله داخل بساطه الخاص إلى غاية مصحة السجن لتلقي الإسعافات الأولية، قبل أن يتم نقله إلى المستشفى الإقليمي بإنزكان بعد تدهور حالته الصحية. وفي نفس السياق، أقدم سجين آخر يقيم بالحي الجديد، صباح نفس اليوم على محاولة انتحار داخل زنزانته الانفرادية، وحسب مصادر فقد اتهم مسؤولو السجن النزيل المذكور، بأنه كان وراء تحريض النزلاء على القيام بإضراب عن الطعام، مما حذا بالمشرفين على السجن إلى إصدار عقوبة تأديبية في حقه ونقله إلى زنزانة انفرادية «الكاشو» لمدة 30 يوما، عقابا له على جريمة التحريض التي يعاقب عليها القانون الداخلي للسجن، وهي العقوبة التي احتج عليها النزيل بشدة، مما حذا به إلى قطع وريد يده اليسرى بواسطة أداة حادة كانت بحوزته، حيث أصيب بنزيف حاد اضطر معه مسؤولو السجن إلى نقله إلى المستشفى الإقليمي لتلقي الإسعافات، قبل أن يعود مجددا إلى «الكاشو» بعد استقرار حالته الصحية. أما محاولة الانتحار الثالثة، فقد نفذها سجين آخر بنفس الطريقة، أي عن طريق قطع وريد يده، وكان السجين المذكور، قد نفذ قبل أزيد من أسبوعين محاولة انتحار فاشلة، حيث رمى بنفسه من أعلى سطح السجن بعد أن تمكن من تسلق الجدران بواسطة حبال صنعها من أفرشته الخاصة احتجاجا على تعسفات بعض موظفي السجن، حيث تم نقله إلى المستشفى الإقليمي بعد إصابته برضوض، قبل أن تتم ّإعادته إلى «الكاشو» بعد عودته من المستشفى حيث وجهت إليه تهمة الفرار من السجن. يشار إلى أن نزلاء السجن المحلي كانوا قد أصدروا، الأسبوع الفارط، بيانا تتوفر «المساء» على نسخة منه، عبروا من خلاله عن عزمهم القيام بإضراب عن الطعام، احتجاجا على الأوضاع التي يعيشونها داخل السجن وضد تعسفات رئيس المعقل، غير أن الإدارة رفضت الاستجابة للطلبات الكتابية المقدمة في هذا الصدد من طرف النزلاء المضربين.