عبد الرحيم ندير في خطوة جديدة تعكس محاولة الباطرونا انتزاع فترة من الهدنة مع النقابات الأكثر تمثيلية في المغرب، التقت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مريم بنصالح، يوم أمس الاثنين، بالكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل نوبير الأموي، في اجتماع خصص لتقييم الوضعية الاجتماعية الراهنة واستعراض وجهات النظر في الملفات العالقة. وقال نوبير الأموي ل«المساء» إن اللقاء جاء بدعوة من رئيسة الباطرونا، وخصص لتقييم الوضع الاجتماعي في المغرب، ووضع خارطة طريق للتواصل وحل النزاعات العالقة بين النقابات العمالية وأرباب المقاولات، مضيفا أن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل دعت الباطرونا إلى إشراك النقابات بصورة دائمة ومتواصلة في جميع القضايا التي تهم الطبقة العاملة. وأضاف الأموي أن اللقاء شكل، كذلك، فرصة لتجديد العزم على التمسك باحترام القوانين وحق المفاوضات الدورية بين المقاولات والعمال، كما شكل مناسبة للتفاهم وتقريب وجهات النظر حول جميع القضايا المشتركة، وعلى رأسها قانون الإضراب وتطبيق مدونة الشغل. بالمقابل، اعتبر الميلودي موخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، في تصريح ل«المساء»، أن اللقاءات التي دعت إليها رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب مع النقابات تدخل في إطار الاجتماعات العادية التي يجب أن تربط بين الفرقاء الاجتماعيين، والتي تفرضها مجموعة من الملفات العالقة التي تحتاج إلى دراسة ومقاربة، مثل مستجدات قانون المالية وإصلاح أنظمة التقاعد وقانون الإضراب وإصلاح القطاع غير المهيكل. وأضاف موخاريق أن اللقاء الذي سبق أن جمعه بمريم بنصالح تم خلاله الاتفاق على وضع ميثاق اجتماعي وتنسيق المواقف في عدة مؤسسات، من قبيل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، مشيرا إلى أن الاتحاد المغربي للشغل لم ير في اللقاء مع الباطرونا دعوة إلى «الهدنة»، وذلك على اعتبار أن الاتحاد لا يؤمن بمبدأ الهدنة أو السلم الاجتماعي الذي يتم إملاؤه من جهات معينة. وأكد الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل أن الهدنة والسلم الاجتماعي يبنيان ولا يتحققان بالإملاءات، موضحا أن تشجيع الاتفاقيات القطاعية وتفعيل ما تم الاتفاق حوله هو السبيل الوحيد لبلوغ السلم الاجتماعي.