قال مسؤولون من وزارة التجهيز والنقل إن المغرب بصدد إطلاق طلب عروض عالمي للتزود بنظم رقمية ذكية جد متطورة لمراقبة سرعة سير السيارات والشاحنات إلى جانب رادارات خاصة بضبط وتصوير السيارات التي لا تحترم علامات الضوء الأحمر في الملتقيات الطرقية الكبرى، وذلك بهدف التقليص من نسبة عدد ضحايا حوادث السير، الذين يتجاوزون 4000 شخص سنويا. وأوضح المسؤولون في اللقاء المغربي السويدي الذي نظمته وزارة التجهيز والنقل وغرفة التجارة السويدية بالمغرب لاستعراض تجربة السويد في مجال السلامة الطرقية، أن المدن الكبرى هي المعنية بهذه النظم وعلى رأسها مدينة الدارالبيضاء التي تشهد حوادث سير مميتة، إلى جانب الطرق السيارة. وطالبت بهيجة بوستة من مديرية النقل والسلامة الطرقية بوزارة النقل والتجهيز، الخبراء السويديين بالتعاون مع المغرب من أجل رصد الأسباب الحقيقية وراء وقوع حوادث السير وتشخيص الحلول الملائمة للتقليص منها. وذكرت «لينا ريدين» من مديرية النقل السويدية، في هذا اللقاء الذي شهد مشاركة وزارات الداخلية والعدل والحريات العامة والصحة والمديرية العامة للجماعات المحلية والمديرية العامة للأمن الوطني والدرك الملكي واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، بأن مملكة السويد تتوفر على 5 ملايين سيارة في الوقت الذي لم تتعد فيه حوادث السير 24 حادثة. وأضافت المسؤولة السويدية أن بلدها اتبعت استراتيجية «الرؤية الصفرية» للسلامة الطرقية، الشيء الذي مكن من خفض عدد الوفيات على الطرق بنسبة 40 في المائة في ظرف عشر سنوات٬ إذ تقوم هذه الرؤية على فكرة إلقاء مسؤولية حوادث السير ليس فقط على عاتق مستخدمي الطريق٬ ولكن أيضا على عاتق مصممي منظومة النقل على الطرق. وقال لينا ريدين «تشتمل هذه الرؤية على سلسلة من العناصر الأساسية يؤثر كل منها بدرجة محددة في السلامة الطرقية ٬ ويتعلق الأمر بالأخلاق والقدرات البشرية وحس المسؤولية والمعطيات العلمية٬ ثم تفاعل وتداخل مختلف مكونات منظومة النقل الطرقي». وقال «أول إيساكسن» من مجموعة إيركسون السويدية العاملة في مجال بناء نظم الاتصال المتطورة، إن اعتماد نظم اتصال ذكية لتنظيم ومراقبة السير ساهم في تقليص نسبة حوادت السير في العديد من الدول وعلى رأسها السويد التي تعتبر من الدول التي تشهد أقل نسبة حوادث سير في العالم. وقال «أول إيساكسن»، في هذا اليوم الدراسي الذي، نظم الخميس الماضي، وشارك فيه عن الجانب السويدي كبار ممثلي إدارة النقل السويدية ومديرية النقل السويدية والمعهد الوطني للبحوث في البنية التحتية الطرقية والنقل، وخبراء سويديون من القطاع الخاص، «تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في خدمة السلامة الطرقية والحلول التكنولوجية التي تقدمها إيركسون توفر جيلا جديدا من خدمات الوسائط المتعددة عالية الجودة والكفاءة، التي تساعد على سرعة تلقي المعلومات ومعالجتها بشكل آني عبر شبكة ذكية لنقل المعلومات».