أدت الأمطار الغزيرة التي شهدها إقليم باب برد خلال اليومين الماضيين إلى انهيار منزلين، أول أمس الأربعاء، في أحد الدواوير التابعة للإقليم، بالإضافة إلى خسائر مادية جسيمة وقطع الطرق المؤدية إلى مجموعة من الجماعات القروية. وقد عرفت جماعة تامورات القروية، إحدى أكبر جماعات إقليم باب برد من حيث عدد السكان، سقوط منزلين في دوار آيت فارن، بعدما تغير مجرى النهر صوب التجمعات السكنية متسببا في غرق عشرات المنازل الأخرى ، ما دفع السكان إلى الهروب صوب الأماكن المرتفعة طلبا للنجاة. وخرجت الأسرتان اللتان كانتا تقطنان بالمنزلين بعدما عجزت عن دفع المياه التي غمرته بغزارة، حيث إن منسوب الماء ارتفع في هاته المنطقة بشكل غير مسبوق، واقتحمت مياه الأمطار المساكن والمحلات التجارية متسببة في خسائر مادية دون إحداث خسائر في الأرواح. وحسب السكان المتضررين، فإن المنزلين المنهارين لا يتوفران على رخصة البناء، شأنهما شأن المنازل المتضررة جميعها، كون «الجماعة القروية تعرقل عمليات الترخيص» حسب شهادات السكان، حيث أضحى البناء بدون رخصة أمرا واقعا. ويعيش سكان جماعة تامورات منذ يومين وسط حصار تسبب فيه قطع الطريق الرئيسية الوحيدة المؤدية إلى الجماعة، حيث يواجهون مصيرهم منفردين بعد عجز عناصر الوقاية المدنية والدرك عن الوصول إلى الأماكن المتضررة حسب شهود عيان، ويخشى السكان من أن تتسبب الأمطار المستمرة منذ يومين في خسائر بشرية. ويلقي سكان المنطقة التي تعد الأكثر تضررا في إقليم باب برد باللائمة على رئيس الجماعة القروية، المتواري عن الأنظار، والذي يقول السكان إنه يقضي جل وقته في مدينة تطوان، علما أنه، حسب تصريحات السكان، قضى أزيد من ربع قرن على رأس الجماعة، كما أن المنطقة تعيش عزلة على جميع المستويات ويغيب فيها دور المجتمع المدني بشكل مطلق.