في هذا الحوار يحكي مصطفى المدهون، المكلف بالأمتعة في فريق أس ميلان الإيطالي، عن انضمامه إلى الفريق، مشيرا في حواره مع "المساء الرياضي"، إلى أن ذلك تم بالصدفة، عندما كان يقضي عطلته في إيطاليا، كما يتحدث عن علاقته بالعديد من "نجوم" الفريق. -كيف التحق مصطفى المدهون بالطاقم التقني لفريق ميلانو الإيطالي واشتغل مكلفا بالأمتعة بهذا النادي العريق؟ في الحقيقة، لم يكن اشتغالي ضمن فريق ميلانو الإيطالي مرتبا له، وإنما جاء بالصدفة المحضة، حيث كنت أقضي رفقة عائلتي الصغيرة عطلتي في الديار الإيطالية لدى شقيقة زوجتي، التي هي بالمناسبة زوجة أدريانو غالياني، نائب رئيس هذا النادي العريق، فاقترحتْ عليّ الاشتغال ضمن هذا الفريق، الذي كنت من مشجعيه، لِما يتوفر عليه من قاعدة جماهيرية وتاريخ كرويّ يتحدث عنه الكل، فرحّبت بالفكرة بشكل مبدئيّ، لكنني لم أعط موافقتي النهائية، لأنني كنت أستعد آنذاك للتوجه إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج، وبعد عودتي وتفكيري في الموضوع بشكل جدّي وافقت على هذا المقترح، واعتبرته فرصة لإبراز قدرات المواطن المغربي، والحمد الله، نجحت في عملي، بشاهدة الجميع. -كيف كانت بداية عملك ضمن هذا الفريق؟ التحقت رسيما بهذا الفريق في أبريل من عام 2002، حيث عملت في بداية الأمر ضمن المتجر الكبير لتوزيع الألبسة والأمتعة الرياضية، وبعدما وقف المسؤولون عن هذا النادي على طريقة عملي وانسجامي بسرعة من محيط الفريق، طلبوا مني، في بداية الموسم الكروي 2002 -2003 الالتحاق بمقر «ميلانيلو»، منطقة «فاريزي»، حيث يخوض الفريق الأول تداريبه، إذ أسندت إليّ مهمة مكلف بالأمتعة، فوافقت على الفور ودون تردد، رغم يقيني أن المهمة لن تكون سهلة، لكوني سأتعامل مباشرة مع لاعبين عالمين، من قبيل نيستا وإينزاغي وكوسطا كورطا وليوناردو والحارس ديدا وغيرهم من النجوم العالميين، والحمد الله، سارت الأمور بانسيابية ولم يسجل يوما أن وجّه لي أي لاعب طيلة هذه المدة أي ملاحظة، بل أكثر من ذلك، لقد أصبحت «رمزا» من رموز الفريق، وهذا من فضل ربي. -متى يبدأ عملك اليومي ومتى ينتهي؟ -يتحدد موعد العمل وفق أجندة التداريب التي يعتمد عليها المدرب، إذ في حال كانت التداريب في الفترة الصباحية، تجدني في مكان عملي منذ الساعة الثامنة صباحا، علما أن التمارين لا تنطلق إلا في حدود الساعة الحادي عشرة.. حيث إن أول ما أفعله هو التوجه إلى مستودع الملابس لتحضير أمتعة اللاعبين، التي تختلف من لاعب إلى آخر، لوضعها في المكان المخصص لها، إذ هناك لاعب يحبذ التدرب مثلا بسروال فوق الركبة وآخر عكسه، ولاعب يتمرّن بجوارب طويلة وزميله بجوارب قصيرة.. مما يعني أن عليّ أن أكون مثل «الكومبيوتر».. ولا مكان للخطأ هنا، لأنني أتعامل مع لاعبين عالمين ولهم سمعتهم على المستوى الدولي والكل يتحدثون عنهم، ووسائل الإعلام معهم أينما حلوا وارتحلوا.. بعد انتهاء هذه المرحلة، ألمّع الأحذية وأقف على جودتها، لأتجه، بعد ذلك، إلى ملعب التداريب، حيث أحرص على الوقوف على جودة الكرات. وحين تنتهي الحصة التدريبية يجب إعادة اللوازم الخاصة بالتمارين إلى أماكنها، ولا أغادر الملعب قبل أن يغادر آخر لاعب.. -كيف هي علاقتك مع اللاعبين؟ -منذ التحاقي بالفريق، مرت بالنادي مجموعة من اللاعبين المتميزين، والحمد الله، ربطت معهم علاقة قوية، قوامها الحب المتبادَل والاحترام، بل أكثر من ذلك فالعديد من العناصر، رغم أنها غادرت قلعة ميلان، فإنها ما زالت تتواصل معي بشكل يوميّ، كما هو الشأن بالنسبة إلى الهولندي سيدورف، الذي أنهى ارتباطه مع الفريق مع نهاية الموسم الكروي الماضي، حيث اتجه إلى الدوري البرازيلي.. والذي ما زلت أتواصل معه، والشيء نفسه مع البرازيلي رونالدينيو ومواطنه رونالدو. -وماذا عن علاقتك الخاصة مع بعض هؤلاء اللاعبين؟ -لقد ربطت علاقة صداقة مع مجموعة من اللاعبين والأطر الإدارية للفريق، وهذا ما جعل الدولي الإيطالي السابق غاتوزو يلبي دعوتي بزيارة المغرب مباشرة بعدما فاز بكأس العام رفقة منتخب بلاده عام 2006، حيث أعجب بحيّ يعقوب المنصور الشعبي في مدينة الرباط، لاسيما بعدما وجد كل الترحاب من أبناء العاصمة، وقام الحارس السابق للفريق، الأسترالي كلاتش بمرافقتي إلى مراكش، حيث أعجب -بدوره- بهذه المدينة العالمية. وبالنسبة إلى باقي اللاعبين، فإن رونالدينيو كان يطلب مني، من حين إلى آخر، أن أحضر له أكلة «السفة»، التي أعجب بمذاقها حينما تناولها في بيت طلال القرقوري عندما كان يلعبان معا ضمن فريق باري سان جيرمان الفرنسي..، كما كان اللاعب سيدورف يطلب مني أن أحضر له،قبل بداية كل حصة تدريبية، عصير الليمون بالجزر «المحكوك» بالطريقة المغربية، ولم يتوان أكثر من مرة في التعبير عن إعجابه بالطاجين المغربي والدجاج المشويّ على الطريقة المغربية. وماذا عن المدربين؟ -طيلة اشتغالي ضمن فريق ميلان الإيطالي، مر من هذا النادي ثلاثة مدربين، ويتعلق الأمر بكل من أنشيلوتي، المدرب الحالي لفريق سان جيرمان الفرنسي، والبرازيلي ليوناردو، الذي يشتغل حاليا مديرا عاما للنادي الفرنسي، فضلا على المدرب الحالي أليغري.. وقد كانت علاقتي مع هؤلاء المدربين جيدة، حيث إن المدرب أنشيلوتي، مثلا، طلب مني عدة مرات أن انضمّ إلى اللاعبين خلال الحصص التدريبية من أجل الرفع من درجة الانسجام بين جميع مكونات الفريق. -هل يعرف هؤلاء النجوم شيئا عن الكرة المغربية؟ بالطبع، لاسيما بعد الأداء الجيد الذي قدمه المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم التي أقيمت في فرنسا عام 1998 ، لكنهم يستغربون كثيرا لتراجع الكرة المغربية في السنوات الأخيرة، رغم أنها تتوفر على لاعبين يلعبون في أحسن الفرق الأوربية.. وقد أكد البرازيلي ليوناردو، مرة، أنه معجب كثيرا بالكرة المغربية، وشبّه أسلوب لعبها بأسلوب اللعب المنتخب البرازيلي وتأسف لعدم استطاعة جيل نور الدين النيبت التأهل إلى الدور الثاني في نهائيات كأس العالم التي أقيمت في فرنسا، حيث قال لي حرفيا: «كان المنتخب المغربي يملك منتخبا قويا وسبق أن لعبت ضده ووقفت عن قرب عن الإمكانيات الفنية التي يتوفر عليها لاعبوه».. وما قاله ليوناردو أكده لي مواطنه الحارس ديدا، الذي سبق أن واجه فريق الرجاء البيضاوي في نهائيات كأس العالم للأندية. -هل بإمكاننا أن نرى لاعبا مغربيا في نادي ميلان؟ -اللاعب المغربي مطلوب من أعتد الفرق الأوربية، لقد كان عميد أسود الأطلس الحسين خرجة، في السنة الماضية، قريبا من الانضمام إلى فريق ، بعدما اتصل به شخصيا نائب رئيس الفريق غالياني، لكنْ للأسف الشديد لم تثمر المفاوضات ما كنتُ أتطلع إليه، واليوم تتكلم الصحف ووسائل الإعلام الإيطالية، بمختلف مشاربها، عن قرب مجيء المدافع المهدي بنعطية إلى قلعة الميلان، بعدما فرض ذاته ضمن فريق أودينيزي.. كما أن فئة الفتيان للفريق تضمّ لاعبين في المستوى، بشهادة الجميع، ويتعلق الأمر بكل من مستور وعبد الكريم.