بعد أن التقى في الرباط بالملك محمد السادس، وعدد من المسؤولين الكبار، طار المبعوث الأممي كريستوفر روس، يوم أمس الأربعاء، إلى العيون. ومن المفترض أن يكون روس قد التقى، بكل من والي الجهة «خليل الدخيل» وبرلماني المدينة ونائب رئيس المجلس الحضري أحمد لخريف، كما يرتقب أن يلتقي روس بالشيوخ المعتمدين في عملية تحديد الهوية من طرف الأممالمتحدة، وبممثلين عن المجتمع المدني، كالأمين العام للمنظمة الصحراوية للديمقراطية والتعددية «لعبد مبيركات نوه»، وممثلين عن جمعيات العائدين والجمعيات النسائية بالجهة وفعاليات مستقلة داعمة للموقف المغربي. كما يتضمن برنامج كريستوفر روس عقد اجتماعات مع فعاليات المجتمع المدني الصحراوي الداعم لأطروحة الانفصال والمؤيد لجبهة البوليساريو، ومن أهمها تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان المعروف اختصارا ب«كوديسا» الذي تتزعمه أميناتو حيدار. كما ينتظر أن يزور روس مقرات بعثة المينورسو، ويجتمع بالممثل الخاص للأمين العام الأممي الألماني وولف غانغ وايسبرود ويبر في مقر بعثة المينورسو بالعيون السفلى بحي المسيرة الخضراء، وسوف يقف المبعوث الأممي على ظروف اشتغال أفراد قوات البعثة العاملة في الصحراء منذ سنة 1991. إلى ذلك، قال مصدر مطلع ل«المساء» إن اللقاء الذي جمع روس بخليهن ولد الرشيد مختلفا عن باقي اللقاءات التي جمعته بباقي المسؤولين المغاربة على مستوى الجرأة والصراحة التي نوقشت بها الكثير من الملفات بين الطرفين. وقال مصدرنا في هذا السياق إن روس وصف ولد الرشيد في هذه اللقاء الذي جمع بينهما ب»الشخصية ذات الوزن الثقيل في ملف الصحراء». وقبل أن يطير روس إلى العيون التقى أول أمس رؤساء الأحزاب السياسية المغربية، وقال روس خلال اللقاء، الذي عقد بدار الضيافة بمقر وزارة الخارجية وامتد من الساعة الثامنة ليلا إلى حدود الثانية صباحا، إن لديه توجيهات من الأمين العام للأمم المتحدة من أجل تحسين مناخ العلاقات المغربية الجزائرية، مؤكدا أنه يؤمن بهده المهمة باعتباره رجلا محايدا، وهو ما سيمكنه من نيل ثقة جميع الأطراف. وكشف روس أن الملك محمد السادس أكد له أن المغرب يسير مع رغبة الأممالمتحدة في تحسين العلاقة مع الجزائر، التي زارها عدد من الوزراء المغاربة، في حين لم يحضر إلى المغرب سوى وزير جزائري واحد. كما أخبر الملك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بأن له الحرية في لقاء من يريد بالمغرب. واستمع روس إلى مداخلات جميع الأحزاب بدون استثناء، وهي المداخلات التي أجمعت على طرح تساؤل حول الجهة التي يتعين التفاوض معها، حيث أكد عدد من مثلي الأحزاب المغربية أنه في حالة التفاوض مع الجزائر يتعين عليها إقناع الانفصاليين بالانخراط في المفاوضات، أما إذا لم تسع إلى ذلك فهو دليل على عدم رغبتها في التوصل إلى حل سياسي مقبول. كما أكد ممثلو الأحزاب المغربية أن قضية الوحدة الترابية تحظى بإجماع على المستوى الشعبي والرسمي، وأن المغرب قدم آخر ما يمكن أن يقدمه في إطار مشروع الحكم الذاتي، الذي يجب أن يكون منطلقا لمفاوضات جدية بين جميع الأطراف، بعد أن حظي بثقة الفاعلين الكبار في الساحة الدولية، في حين لازال الطرف الآخر متشبثا بأطروحة متجاوزة تدفعه إلى عرقلة المفاوضات. وفي رده على المداخلات، أكد روس أنه سيسعى إلى خلق أجواء مناسبة ومناخ تمهيدي بين المغرب والجزائر بشكل يعطي دفعة قوية للمفاوضات، وقال أمام ممثلي الأحزاب إن «الكبار لهم مصالح طاقية في المنطقة وهم يؤيدون المشروع المغربي، لكنهم لا يضغطون على الأطراف الأخرى»، في إشارة إلى الجزائر وجبهة البوليساريو. وأضاف روس بأنه سيقوم بعد جولته، التي ستشمل كلا من الرباطوالعيون و تندوف والجزائر، بلقاء المسؤولين في باريس وواشنطن ليقول لهم: «رجاء تدخلوا لخلق أجواء التفاوض» .