أحمد بوستة بشكل لم يكن متوقعا تم اتخاذ قرار بتوقيف العمل بتصميم التهيئة لمقاطعة عين الشق في الدارالبيضاء من قبل أعضاء مجلس المدينة إلى حين مراجعته، وذلك بمبرر عدم أخذه بعين الاعتبار لحاجيات المنطقة، إضافة إلى إمكانية استغلال لوبي العقار للمساحات الخضراء التي يتضمنها التصميم في السنوات المقبلة. واعتبر مصدر «المساء» أن توقيف العمل بتصميم التهيئة لمقاطعة عين الشق كان بسبب وجود مجموعة من الاختلالات التي توجد في هذا التصميم، وأكد أن العديد من سكان هذه المنطقة طالبوا بعدم العمل بهذا التصميم نظرا لهذه الاختلالات. ونفى المصدر ذاته أن يكون أعضاء المجلس تعرضوا لأي ضغوطات لاتخاذ هذا القرار، مؤكدا أن الدافع الوحيد هو أنه لم يراع مصالح سكان المنطقة، وقال «لقد حذرنا من وجود لوبي عقاري يريد أن يستغل أي هفوة في هذا التصميم، خاصة أنه يتحدث عن مساحة خضراء شاسعة يمكن أن يتم استغلالها في مستقبل الأيام من قبل بعض المنعشين العقاريين». ورغم اتخاذ قرار بتوقيف العمل بتصميم التهيئة بعين الشق، فهذا لا يعني إلغاءه بصفة نهائية، حسب المصدر نفسه، لأنه ليس للمنتخبين أي صفة تقريرية ولكن فقط استشارية، وقال «هناك إشكال تشريعي حقيقي في القانون المنظم لتصاميم التهيئة للمجالات الترابية، فقد حان الوقت لمنح المستشارين في مجالس المدن القوة التقريرية بدل الاستشارية، لأن أهل مكة أدرى بشعابها، كما أنه حان الوقت وفي إطار تدعيم الديمقراطية المحلية لتوسيع أعضاء اللجنة المركزية لتضم أيضا بعض المنتخبين في المناطق المعنية بالتصاميم». وأكد أنه رغم أن الوكالة الحضرية تتحدث عن الانتهاء من العمل بحوالي خمسة تصاميم تهيئة، فإنه لحد الساعة لم يعرض على أنظار المجلس سوى ثلاثة تصاميم كلها أثير حولها نقاش كبير، وهي تصاميم مناطق الحي الحسني وعين الشق والبرنوصي، ما يستدعي ضرورة التعجيل بإعداد هذه التصاميم. ومن بين اختلالات تصميم عين الشق المثير للجدل اتخاذ قرار بإحداث مركب رياضي كبير دون الحديث عن إنجاز الطرق المؤدية إليه بالمقارنة مع المساحة المخصصة لهذا المركب، والمبالغة في تحديد المساحة المهددة بالفيضانات، حيث تؤكد إحدى الوثائق التي تتحدث عن هذه الاختلالات أن هناك مبالغة في تحديد حدود هذه المنطقة، وأن تهديدها بالفيضانات سيكون رهينا ببلوغ المياه إلى الطابق الثالث في عمارات النسيم، كما أن شساعة هذه المساحة ستشجع على انتشار البناء العشوائي. ولم يشر تصميم التهيئة إلى المحول الكهربائي لسيدي معروف، كما تم التأكيد على أن وجود مساحة خضراء بين منطقتين آهلتين بالسكان سيشجع على انتشار مدن الصفيح.