بني بوعياش- محمد أحداد تحولت الذكرى الأولى لمقتل كمال الحساني، الناشط في حركة عشرين فبراير، إلى مواجهة مفتوحة بين قوات الأمن والمتظاهرين ببلدة بني بوعياش، التي تبعد عن مدينة الحسيمة بحوالي 30 كيلومترا. واندلعت المواجهات حين أقدمت قوات الأمن، من دون سابق إنذار، على تفريق مظاهرة سلمية نظمتها فروع التنسيق الإقليمي للمعطلين، وحركة عشرين فبراير، بالقوة مساء أول أمس السبت. واستعملت قوات الأمن، استنادا إلى مصادر حقوقية، العصي والهراوات، بينما رد المتظاهرون في وقت لاحق بالرشق بالحجارة. المواجهات المتقطعة التي استمرت لأكثر من ساعتين، أسفرت عن إصابة أحد المتظاهرين بكسر في الرجل، علاوة على إصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة فيما نقل على إثرها أحد أفراد القوات العمومية إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بمدينة الحسيمة. واعتقلت قوات الأمن ثلاثة محتجين، بينهم عضو في منتدى شمال المغرب لحقوق الإنسان، ومصور صحافي في إحدى الجرائد الالكترونية المحلية، وعضو في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. ووفق مصادرنا، فإن المعتقلين الذين تم إطلاق سراحهم في وقت لاحق، أخضعوا لتحقيق تفصيلي حول هوياتهم والبواعث التي أدت بهم إلى الخروج في ذكرى مقتل الحساني. إلى ذلك، قال نور الدين بنعمر، المنسق الإقليمي لمنتدى شمال المغرب لحقوق الإنسان، في تصريح ل«المساء»، إن ما جرى يعيد زرع الاحتقان ويؤكد «استمرار الدولة في الإصرار على قمع المحتجين دون الإنصات إلى مطالبهم، يرسخ، كذلك، قناعة أساسية وهي أن الحكومة لن تسمح للقوى الحية بالنزول إلى الشارع»، وأضاف شارحا حيثيات التدخل «تلقينا في منتدى شمال المغرب لحقوق الإنسان دعوة من طرف حركة عشرين فبراير لإحياء ذكرى اغتيال كمال الحساني، قبل أن نفاجأ بالعصي والهراوات تنزل على ظهور المحتجين في خرق سافر لكل القوانين والمساطر الحقوقية». وأكد بنعمر في هذا الصدد أن «قوات الأمن أبانت، مرة أخرى، عن مقاربتها المغلوطة والموسومة بالقوة في التعاطي مع التظاهرات والاحتجاجات بالمنطقة». وفي الوقت الذي تعذر فيه على محمد الحافي الحديث عن تفاصيل التدخل الأمني، بسبب تواجده في عطلة، حسبما صرح به للجريدة، قال مصدر مسؤول رفض الكشف عن هويته إن «التدخل الأمني جاء بعدما أمعن المتظاهرون في رفع شعارات تهاجم رموز ومقدسات الدولة» نافيا أن يكون التدخل «اتسم بالقوة». وأبرز المسؤول ذاته، في حديث مع «المساء»، أن «قوات الأمن تعاملت بشكل عادي جدا مع المظاهرة لكن رفع تلك الشعارات أدى إلى تفريقها بشكل سلمي.