أشرف الحركي امحند العنصر، أول وزير للداخلية، في ظل الدستور الجديد للمملكة، أول أمس الأحد على حفل تكريم الحركي لحسن اليوسي، أول وزير للداخلية في مغرب الاستقلال، بأحد منتجعات سيدي خيار بضواحي صفرو. وحضر عدد من أسماء المشهد السياسي المغربي هذا الحفل، منهم إسماعيل العلوي، الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية، والمحجوبي أحرضان، الرئيس الشرفي لحزب الحركة الشعبية، ومصطفى الكثيري، الاتحادي والمندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، والسفير المغربي في روما، حسن أبو أيوب، ووزير السياحة، لحسن حداد. وقالت مقدمة الحفل، الذي تم تنظيمه بكثير من التوابل التي توحي إلى ارتباط الحركة الشعبية بالثقافة الأمازيغية، إن اليوسي «مناضل وطني ضحى بكل شيء وعانق الوطن»، في إشارة إلى القرار الذي اتخذه عندما رفض التوقيع مع عدد من قياد مرحلة الاستعمار لعزل محمد الخامس، وتنصيب ابن عرفة في مكانه، و«نفي» اليوسي إلى مدينة بنسليمان، قبل أن «يرحل» إلى مدينة الصويرة، حيث تم اعتقاله. وعندما عاد محمد الخامس من المنفى تم تنصيبه وزيرا للداخلية في حكومة امبارك البكاي. لكن اليوسي، حسب وزير الداخلية، امحند العنصر، اضطر إلى مغادرة منصبه بعد ما عاش عدة متاعب، كانت من صنع من سماه العنصر بالأشخاص الآخرين، في إشارة إلى تيار لا يشاطر اليوسي القناعات ذاتها. وكان اليوسي قد تم تعيينه قائدا، دون أن يكون عمره قد تجاوز 23 سنة، بعدما تعرض والده، الذي كان بدوره قائدا قبل أن يلتحق بالمقاومة، للاغتيال، حسب عدد من الشهادات التي ألقيت خلال حفل التكريم. وظل في منصبه قائدا بالمنطقة طيلة الفترة الممتدة ما بين 1924 و1940، قبل أن يعزل منه نتيجة رفضه التوقيع على عريضة تنصيب ابن عرفة، وهي العريضة التي وقعها عدد كبير من القياد في تلك الفترة، يقول المحجوبي أحرضان، أحد القياد الذين عملوا في نفس الفترة، وتعرضوا للعزل بسبب رفض التوقيع. وقرر الملك محمد الخامس أن يسند إلى اليوسي عضوية مجلس التاج، إلى أن اعتزل السلطة. ونعت الباحث في التاريخ، محمد حمام، مساره ب«مسيرة وطني غيور». وقال إن والده ظل يقاوم دخول الاستعمار للمنطقة من سنة 1912 إلى سنة 1926. فيما وصفه مصطفى الكثيري ب«فطاحل جيل المؤسسين للعمل الوطني». أما امحند العنصر، فقد انتقد أيضا تجاهل الباحثين لأمثال اليوسي، ودعاهم إلى الانكباب على تدوين تاريخه ومساره. وبالرغم من أن كلا من الأمين العام الحركي، امحند العنصر، والمحجوبي أحرضان، الرئيس الشرفي لنفس الحزب، قدما الحفل على أنه من تنظيم عائلة الحسن اليوسي، فإن عددا من المتتبعين رأوا فيه طبول حرب انتخابية تدقها الحركة الشعبية من أجل استعادة قلاعها في مناطق الأطلس، استعدادا لخوض انتخابات محلية قال العنصر، في تصريحات على هامش اللقاء، إن موعدها سيكون هو شهر أكتوبر القادم.