تحدث وليد الركراكي الدولي السابق و المساعد الاول للناخب الوطني رشيد الطوسي عن التأهل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013 بجنوب إفريقيا، وقال ل«المساء» إنه يجب أن يبقي اللاعبون أرجلهم فوق الأرض»، مشيرا إلى أن عملا كبيرا ينتظر «الأسود» - هل كان لديك شك في قدرات المنتخب الوطني لتحقيق تأهل دراماتيكي؟ كنا نعرف بأن الأمر سيكون معقدا رغم الفوز 4-0 أمام الموزمبيق لأنهم كانوا منظمين بشكل جيد و خاصة دفاعيا، و كان علينا أن نصبر. صحيح أيضا أنه كان بإمكاننا افتتاح التسجيل في وقت مبكر من الشوط الأول قبل أن ننفذ نصف المهمة مع متم الشوط الأول للوصول لتعويض التأخر المسجل بالموزمبيق. بالفعل ساهمت وقائع اللعب و ضربة الجزاء و الطرد كثيرا، لأنه علينا أن نكون واقعيين، فما يزال ينتظرنا عمل كبير، لكن المهم هو أننا قمنا بخطوة عملاقة نحو الأمام من الناحية الذهنية، لأنه لم يكن أمرا هينا بالنسبة للاعبين بعد أن قمنا بعمل جبار طيلة الأسبوع من الناحية البسيكولوجية لكي يتمكن اللاعبون من قبول بعض الاختيارات، العربي مثلا أهدر فرصا سهلة لإحراز أهداف، لكن الحظ عاكسه قبل أن يكافأ على عمله عند نهاية المباراة، و بهذه المناسبة أريد أن أرفع له القبعة لأنه ليس من السهل اللعب في ظل هذه الظروف بعد تضييع تلك الفرص و الحفاظ على توازنه و دعم الفريق و إعطاء كل ما عنده للفريق لذا إذا أردت أن أعطي مثالا للفريق الوطني فقد كان اليوم هو يوسف العربي. - عن أي شيء ثم التركيز لشحن اللاعبين و وضعهم أمام الأمر الواقع؟ لقد أحسسنا برغبة الجمهور في تحقيق النصر طيلة ثلاثة أسابيع، و أنا هنا أريد أن أحيي المغاربة لأنهم جميعهم كانوا وراءنا، و خير دليل الأعداد الغفيرة التي تنقلت للملعب و قامت بدورها لكن أيضا ينبغي التنويه بالروح المعنوية العالية للمجموعة ككل، لأننا فعلا اشتغلنا جيدا في هذا المجال و أعترف صراحة بأن بعض الأمور كان من الصعب تقبلها من طرف بعض اللاعبين و تقبلوها، حيث أفهمناهم بأن اللاعبين الذين هم رسميون اليوم سيكونون ربما في الاحتياط غدا، و من لم يلعب يمكن أن يصبح أساسيا غدا لأننا أمام حالة جماعية تفرض أن نكون متضامنين لأننا في أسرة واحدة و داخل الأسرة الواحدة نتخاصم لكن في صالح الأسرة و هو ما يقع في بعض الأحيان داخل أية مجموعة. ينبغي حقيقة أن نهنئ اللاعبين لأنهم قاموا بعمل كبير و كان رد فعلهم جيدا و أثبتوا أنهم قادرون على صنع أشياء كبيرة. - ألا تعتقدون بأن برنامج العمل ينبغي أن يمتد في الزمن إلى غاية كأس إفريقيا 2015؟ ينبغي أن نعترف بأننا لبسنا ثوب التواضع من خلال الحديث عن التركيز و التعامل مع كل مباراة على حدة لكن الإقصاء كان سيكون أمرا معقدا بالنسبة للفريق الوطني و صعب الهضم في ظل تصفيات كأس العالم القادمة و سيجعل إعادة إقلاع المجموعة أمرا صعبا للغاية، ثم إن احتضان المغرب لكأس إفريقيا عام 2015 كان يفرض على هذا الجيل لعب كأس أخرى قبل ذلك الحدث خاصة بالنسبة للاعبين الشباب، و في ظل المواهب التي نتوفر عليها لم يكن مقبولا ألا نحضر لنهائيات كأس إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا و لحسن الحظ أن الحظ كان لجانبنا لأن الأمر فعلا لم يكن سهلا في ظل تأخر في مباراة الذهاب بهدفين. - ماذا عن برنامج العمل الذي سيسبق الأدوار النهائية؟ كانت هناك عدة مشاعر و سنترك اللاعبين يحتفلون بما تحقق و يعودوا لأنديتهم لكي يعودوا لأجواء العمل و سنبحث عن خصم في المباراة الدولية الودية بداية شهر نونبر مع منتخب قد لا نواجهه بفي كأس إفريقيا بالضرورة، ثم علينا أن نعمل من أجل النهائيات القادمة لأن لدينا طموحات مشروعة لكن علينا أن نعرف أيضا من أين أتينا إذ منذ زمن بعيد و المغرب يعجز عن تجاوز الدور الأول. لذا علينا أن تظل أرجلنا فوق الأرض، لقد فزنا على الموزمبيق، لكن أمامنا عمل كبير و في الثلاثة أشهر المقبلة نحن قادرون على فعل أشياء جيدة للظهور بوجه مشرف بالكأس القارية. - أين ينبغي أن يكون الاشتغال أكثر داخل الفريق الوطني و ما هي لغة الخطاب؟ نحن مطالبون بالعمل على مستوى الانسجام و كتلة الفريق و التكامل بين الخطوط و المراكز، إذ علينا دائما أن نشتغل لكن نتوفر على الأمل بعد أن حققنا الأهم وهو التأهل ليصبح هناك هدف نشتغل عليه و هو نهائيات جنوب إفريقيا المقبلة. كان لزاما علينا أن نأتي بخطاب جديد و ضخ دماء جديدة، و إقناع لاعبين يزاولون في فرق كبيرة بأن البقاء، في الاحتياط ليس عيبا و خير دليل على ذلك ما قلته للسعيدي الذي قدم أداء كبيرا و نفس الشيء بالنسبة لأمرابط و ياجور أيضا، و من خرجوا أيضا قاموا بمباراة جيدة هم أيضا، رغم أنهم كانوا متذمرون مثلما هو الحال. بالنسبة لبلهندة حيث أفهمناهم، بأن هناك اختيارات علينا أن نقوم بها و عليهم هم أن يقبلوها و اليوم نحن 26 لاعبا و أعتقد أن المجموعة ككل تضم ما بين 45 و 50 لاعب عبر العالم و جميعهم ضمن المشروع.