غادرت الفتاة منزلها في اتجاه بيت صديقتها التي اعتادت دوما أن تمر عليها لمرافقتها إلى العمل، وفي طريقهما نحو الحي الصناعي حيث تشتغلان، اعترض سبيلهما شابان في مقتبل العمر، ظنت الضحيتان أن الأمر لا يعدو أن يكون معاكسة روتينية، لكنهما سرعان ما اكتشفتا أن الأمر يتعلق باعتراض سبيل بعدما أقدم أحد المعتديين على إشهار سلاح أبيض في وجه الضحيتين قبل أن يقوم بتجريدهما مما كان بحوزتهما. إحدى الضحيتين رغم محاولتها مقاومة المتهم في بادئ الأمر إلا أنها استسلمت لإرادته خوفا من إصابتها بمكروه، وسلمته حقيبتها اليدوية التي كانت بها وثائق شخصية إلى جانب مبلغ مالي، فيما تعرضت زميلتها للاعتداء أيضا من طرف الشاب الثاني الذي سلبها من هاتفها المحمول، وغادر المعنيان بالأمر في اتجاه مجهول. تمكنت مجموعة من عناصر الشرطة القضائية بمدينة برشيد، إلى جانب مجموعة من المواطنين وكذا الضحية وهي شابة في عقدها الثالث، من إلقاء القبض على شاب من مواليد 1993، بعدما أكدت الضحية أنه اعتدى عليها وعلى زميلتها في العمل رفقة شخص آخر، وسلباها تحت التهديد بالسلاح الأبيض حقيبتها اليدوية التي كانت تضم (3038) درهما وسلبا زميلتها هاتفها المحمول. الاستماع إلى الضحيتين استهلت عناصر الضابطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي بحثها في الموضوع بالاستماع إلى إفادة الضحية التي أكدت أنها كانت ضحية عملية سرقة واعتراض سبيل من طرف المتهم الذي سلبها حقيبتها اليدوية بعد مقاومته له، لكنها استسلمت بعد إشهار المعتدي سلاحا أبيض في وجهها وسلمته ما بحوزتها خوفا من إصابتها بمكروه. عناصر الضابطة القضائية استمعت أيضا إلى إفادة الضحية الثانية، والتي أكدت أنها كانت متوجهة بمعية زميلتها إلى مقر عملها فاعترض سبيلهما شخصان عرضاهما للسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض واستوليا منها على هاتفها المحمول فيما سلبا زميلتها حقيبتها اليدوية، وبعد عرض المتهم على الضحيتين ومواجهته بهما تعرفتا عليه. خسارة في القمار عند الاستماع إلى المتهم صرح بأنه كان قد انتهى، يوم الحادث، من لعب القمار وخسر كل نقوده التي كانت بحوزته والتي لم تتجاوز (75) درهما ولما كان في طريقه إلى منزله بأحد الأحياء الشعبية بمدينة برشيد رفقة شخص آخر لاعبه القمار، أثار انتباههما مرور الضحيتين بمكان خال فاتفقا على سرقتهما، حيث توجها نحوهما وحاول سلب إحداهما حقيبتها اليدوية فقاومته، إذاك أشهر السكين في وجهها مما جعلها تتخلى عنها، فيما سلب رفيقه الفتاة الثانية هاتفها المحمول، ولما تفقد الحقيبة وجد بها مبلغ 3000 درهم منح منها مرافقه 1000 درهم. اعتداء أنكر المتهم عند استنطاقه إعداديا وتفصيليا الوقائع المتعلقة بالنازلة، موضحا أنه قد يكون قد شبه للضحيتين مضيفا أنه لا يلعب القمار ونفى كل التهم الموجهة إليه. واستمع إلى الضحية الأولى فأكدت بعد اليمين أنها كانت متوجهة، صباح يوم الحادث، بمعية زميلتها إلى العمل فاعترض طريقهما شخصان انقض أحدهما عليها وأمسك بحقيبتها اليدوية ولما تمسكت بها هددها بسكين أخرجه من جيبه وتحت وطأة الخوف سلمته الحقيبة وبها مبلغ (3133.40) درهما وبعض الوثائق فيما تمكن الثاني من سرقة هاتف زميلتها بعد أن قام بتهديدها. وأكدت الضحية الثانية وقائع الحادث وما جاء على لسان زميلتها، مضيفة أن الجاني الثاني جذبها وضربها بأداة حادة في أصابع يدها اليمنى وانتزع منها هاتفها المحمول، وعند عرض المتهم عليها تعرفت عليه بدورها. إنكار أمام قاضي التحقيق بعد إحالته على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بمدينة سطات طالبت هذه الأخيرة بعد الإطلاع على ملف القضية قاضي التحقيق بإجراء تحقيق مع المتهم بارتكابه جناية السرقة بالسلاح، حيث أنكر المعني بالأمر أن يكون اقترف السرقة المنسوبة إليه، وهو إنكار اعتبره قاضي التحقيق مردودا عليه لتعرف الضحيتين عليه. فضلا عن اعترافه التمهيدي، وحيث إن السرقة نفذت تحت التهديد بالسلاح الأبيض فقد كيف صنيعه بجناية السرقة بالسلاح، لذا أمر قاضي التحقيق بمتابعة المتهم بالسرقة بالسلاح طبقا للفصل 507 من القانون الجنائي وبإحالته على غرفة الجنايات لمحاكمته طبقا للقانون. عشر سنوات وراء القضبان بعد مناقشتها لظروف وملابسات القضية والاستماع إلى الأطراف ودفاع المتهمين قضت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بمدينة سطات بالحكم على المتهم بعشر سنوات سجنا نافذا بعد إدانته بارتكاب جناية السرقة بالسلاح طبقا للفصل 507 من القانون الجنائي.