أصبح إبعاد أعضاء مجلس إدارة الشركة المسيرة لبورصة القيم بالدار البيضاء مسألة وقت فقط، فحسب بعض المعلومات المتسربة من الاجتماع المطول الذي انعقد خلال الأسبوع الفارط فقد تم قبول الاستقالة الطوعية لاثنين من أعضاء مجلس الإدارة ويتعلق الأمر بكل من الرئيس «فتح الله برادة» ثم «عمر ادريسي قيطوني» الكاتب العام المسؤول عن النظام المعلوماتي للبورصة، أما بالنسبة للعضو الثالث «هند بوحية» فمن المنتظر أن تقدم استقالتها في غضون الأيام القليلة القادمة. ومن المتوقع كذلك حسب مصادر مطلعة أن يكون صلاح الدين مزوار قد عين «جمال حمري» أحد مستشاريه بديوان الوزارة، على رأس مجلس إدارة الشركة المسيرة للبورصة بصفة مؤقتة قد تصل إلى 3 أشهر إلى حين تعيين المجلس الجديد. وكانت «دنيا طعارجي» المديرة العامة لمجلس أخلاقيات القيم المنقولة، قد أقرت في أحد تصريحاتها الصحفية عقب نشر تقرير دركي البورصة، أن القوانين الجاري بها العمل حاليا لضبط عمليات بيع وشراء الأسهم بسوق القيم بالدار البيضاء أبانت عن قصرها، وهو ما تبين من خلال الأحكام التي لم تطل الهيئات المالية التي استفاد زبناؤها من معلومات تعتبر سرية بالنسبة للعموم، واقتصر التحقيق بالدعوة فقط إلى إقالة مجلس إدارة البورصة في حين أن هناك عدة هيئات كان من الممكن أن تطالهم عقوبات رادعة، لكن القوانين المؤطرة للبورصة لا تنص على مثل هذه العقوبات، وقالت إن التحقيق المنجز كان يحتوي على 120 صفحة و60 أخرى من المرفقات، وهو ما دعا المجلس إلى الاقتصار على نشر ملخص للتقرير بدل نشره كاملا نظرا لصعوبة قراءته من طرف المواطن العادي، وتمنت المديرة العامة لمجلس أخلاقيات القيم المنقولة في الأخير أن يصبح دركي البورصة شخصا معنويا عاما ذو استقلال مالي وأدبي غير تابع لأي جهاز تنفيذي حيث يعين رئيسه بظهير ملكي. ويبدو أن مؤشرات البورصة قد تأثرت بنتائج التحقيق المنشور خلال الأسبوع الفارط، حيث هوى مؤشر مازي إلى ناقص 5.32 في المائة وماديكس 5.43 في المائة، وهي من أقوى النسب التي سجلتها المؤشرات خلال الشهور القليلة الماضية، مما جعل الأداء السنوي يندحر إلى ناقص 12.35 في المائة بالنسبة لمازي وناقص 12.68 في المائة لماديكس. وخلال أسبوع لم تتمكن سوى 10 أسهم شركات من الارتفاع وبنسب ضئيلة، وكانت في المقدمة أسهم شركة «صوفاك» بأقل من 3 في المائة ثم أسهم «لابيل في» بنسبة لم تتعد 2.28 في المائة، أما أقوى الانخفاضات فطالت 64 شركة، تتقدمهم أسهم شركة «الضحى» التي اندحرت أسعارها بأكثر من 17 في المائة وانتقلت من 135 درهما إلى 111 درهم حاليا، ثم سهم «بيرليي المغرب» بحوالي 16 في المائة واستقر سعره في 265 درهما، وسهم «سنيب» بنسبة 13 في المائة. كما عرف الأسبوع الماضي حجم تداولات ضعيف جدا ولم يتعد 1.5 مليار درهم يتقدمهم سهم «اتصالات المغرب» بحوالي 360 مليون درهم ثم سهم «الضحى» 318 مليون درهم. وبالنسبة للشركات التي فقدت أكثر من 50 في المائة من سعر أسهمها منذ بداية السنة فهناك أسهم شركة «أش.بي.اس» التي هوى سعر سهمها بحوالي 60 في المائة وانتقل من 1477 درهما إلى 600 درهم حاليا، ثم سهم «ميكروداتا» بنسبة 59 في المائة وسهم «المغربية للحياة» 55 في المائة، «ميدياكو» و«سنيب» بحوالي 55 في المائة، أما الشركات التي قاومت موجة الانخفاضات التي همت البورصة خلال هذه السنة فلم يتعد عددها 12 شركة من ضمن 77 وجاءت في المقدمة «كوزيمار» بارتفاع سنوي فاق 34 في المائة، ثم «افريقيا غاز» 25 في المائة وسهم «أوطو نجمة» 19 في المائة.