سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ارتفاع عمليات قطع الأشجار وسوء تدبير المساحات الخضراء يهددان البيئة بابن سليمان مقابل «إهمال» مطالب سكان حي الفلين بقطع أجزاء أشجار توجد على طول دار الطالب
استفحلت ظاهرة قطع أشجار الفلين والأوكاليبتوس داخل الوسط الحضري بمدينة ابن سليمان، دون مراعاة جمالية المدينة ولا مدى حاجتها للتنوع البيئي. في وقت تقلصت فيه المساحات الخضراء داخل الحدائق المهيأة، فيما لا يزال مشروع تهيئة أكبر حديقة بالمدينة عالقا بسبب البطء والغموض الذي يواكب عملية الإنجاز، خصوصا أن الشركة المكلفة بإنجاز المشروع، ليست هي الشركة الفائزة بالصفقة، مما يطرح أكثر من سؤال حول مدى مشروعية عمل الشركة المنفذة، وعلاقتها بحاملة المشروع (بلدية ابن سليمان)، ومدعم المشروع الوزارة المكلفة بالبيئة. وإذا كانت بعض قرارات الترخيص بقطع الأشجار تمنح بتراخيص مسبقة من المجلس البلدي والمديرية الإقليمية للمياه والغابات والسلطات المحلية والإقليمية، دون استشارة مسبقة من الساكنة باعتبارها تمثل المجتمع المدني المتأثر مباشرة من هذه التغيرات، فإن هناك عدة أشجار يتم قطعها من جذورها بطرق سرية، بتواطؤ أو في غفلة من بعض المسؤولين. علما أن صفقات قطع الأشجار تعود دائما لمستشار جماعي بالبلدية. الذي بدأ يلوي ذراع المنتخبين والسلطات المحلية من أجل السماح له بالاستمرار في قطع أشجار غير مضرة ولا مانعة لأي توسع عمراني. مستغلا عدم وفائهم بعقد الصفقة العمومية الأخيرة، التي أوقفها العامل السابق، بعد أن تأكد من أن مجموعة من الأشجار سيتم قطعها بدون سبب. علما أنها تضفي جمالية على المدينة وتساهم بيئيا في محاربة التلوث. وقد عاينت «المساء» بداية الأسبوع المنصرم، أكواما من أغصان وجذوع أشجار الفلين وسط مشروع تجزئة العمران بجوار حي القدس، تم قطعها خلسة، وهي العملية التي استنفرت ممثلي المياه والغابات والمنتخبين والسلطات، وانتهت بحجزها فيما لم يعرف ما إذا تمت معاقبة الجناة أم لا. كما عاينت «المساء» في اليوم الموالي أكواما أخرى أمام باب حمام تقليدي لاستعمالها في تسخين الماء. في مقابل هذا العبث، يستمر صمت المسؤولين تجاه رسالة مجموعة من ساكنة حي الفلين بشارع الجيش الملكي، طالبوا بقطع أوراق وأغصان عشرة أشجار توجد على طول دار الطالب ومدرسة تكوين الأساتذة. علما أن المتضررين لم يطلبوا قطع الأشجار من جذورها، ولكنهم أصبحوا عرضة لأطنان من الأوراق والزهور اليابسة التي تتساقط من تلك الأشجار، وتغطي أسطح منازلهم وسياراتهم. وتوجد الأشجار بشارع رئيسي يعتبر المسلك الوحيد لأزيد من ألفي تلميذ وتلميذة بثانوية الشريف الإدريسي ولمئات التلاميذ، إضافة إلى ساكنة حي الفلين والمساكن والعسكرية ومعهد القوات المساعدة. كل الأطراف المعنية بحماية الأشجار داخل المدينة تؤكد أنها تقوم بدورها على أكمل وجه، لتبقى مسؤولية عما يقع على أرض الواقع معلقة وغامضة.