استعاد أصدقاء ومحبّو الكاتب المسرحي الراحل محمد مكروم الطالبي بعضا من ذكرياته خلال حفل التأبين الذي أقيم بمناسبة أربعينية رحيله، بحضور أسرته الصغير وأصدقائه وزملائه في المهنة وفي العمل الأدبي، إلى جانب ممثلين عن وزارتي التعليم والثقافة، عرفانا بقيمة إبداعاته في المجالين التربوي والأدبي والمسرحي. وعرف حفل التكريم، الذي احتضنته قاعة «سيفيرو أوشوا» في مدينة طنجة، التي أبدع فيها الراحل وأنتج جل إبداعاته، إلقاء كلمات في حقه من طرف أصدقائه وزملائه وممثلين عن المؤسسات الثقافية، في حين كشف مندوب وزارة الثقافة في طنجة، عبد العزيز الإدريسي، أن الدورة المقبلة من المعرض الجهوي للكتاب، الذي تحتضنه طنجة سنويا، سيحمل اسم محمد مكروم الطالبي، بينما كشف عمدة المدينة، فؤاد العماري، أن ذكرى الكاتب الراحل ستُخلَّد عن طريق تسمية إحدى قاعات المركز الثقافي لطنجة باسمه. وشهد حفل التأبين إلقاء كلمات في حق الكاتب المسرحي الراحل من طرف ممثلي مندوبية وزارة التعليم، التي قضى فيها ردحا من مشواره المهني، إلى جانب ممثلين عن النقابة الوطنية لمحترفي المسرح والفدرالية الوطنية للفرق المسرحية، كما ألقى أصدقاء الراحل قصائد ترثي فراقه، في حين تم عرض مقاطع مسرحية من تأليف الراحل مكروم الطالبي. وكانت الفترة الصباحية من حفل التأبين قد عرفت زيارة إلى قبره، إلى جانب تنظيم صبيحة تربوية للأطفال، بالنظر إلى العلاقة التي كانت تربط الراحل الطالبي بمجال أدب وفنون الطفل. ويعد محمد مكروم الطالبي واحدا من أكثر الأدباء الذين أنجبتهم مدينة طنجة ارتباطا بمجال المسرح أداء وإخراجا وكتابة، حيث انطلق مساره كممثل مسرحي سنة 1972 في مسرحية «فين الطريق»، أتبعها في العام الموالي بمسرحية «أسطورة 73»، التي شارك بها في المهرجان الوطني الثالث عشر لمسرح الهواة في طنجة وفي المهرجان الإفريقي الأول للشباب في تونس. وأسهم الراحل في مجال التأليف المسرحي بمسرحيتين هما «ولد ميمونة» و»الفزاعة»، كما تكفل بالإعداد الدرامي لمجموعة من المسرحيات منذ سنة 1997، في حين أخرج 5 مسرحيات هي «راس الحانوت»، «المفتاح»، وهي من تأليف مصطفى الخمسي، و«الجسر»، لعلي سالم، و»الليف والتحريف»، المقتبسة عن نص «القفص» للزبير بنبوشتى»، و»لعبة الدم»، عن نص «ليلة القتلة» لخوسي تريانو.