مصطفى الحجري- جمال وهبي دعا الشيخ حسن الكتاني إلى التحلي بروح المسؤولية في أي رد على الاحتجاجات المسيئة إلى الدين الإسلامي وإلى الرسول الكريم، خلال الوقفة التي شهدها مسجد إبراهيم الخليل في حي اشماعو في سلا عقب صلاة الجمعة الماضية، وهي الوقفة التي تمت وسط استنفار أمنيّ، بعد أن عمدت القوات العمومية إلى تطويق مكان تنظيمها، خوفا من تحولها إلى مسيرة. وقال الكتاني، في كلمة أمام حوالي 100 شخص شاركوا في الاحتجاجات التي أعقبت نشر مجلة فرنسية رسوما كاريكاتورية مسيئة إلى الرسول، إنه ينبغي تفويت الفرصة على من يريدون تقديم المسلمين للعالم كأشخاص دمويين يميلون إلى العنف ويتبنّون أفكارا إرهابية، مشددا على أن الاحتجاجات لن تتوقف وستستمر بعد توالي الاستفزازات والإساءات المتكررة إلى لدين الإسلامي وإلى المسلمين. وأشار الكتاني، خلال الوقفة التي شارك فيها أعضاء من اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين وبعض المعتقلين السابقين، إلى أنه ستكون هناك وقفات أخرى، دون أن يحدد مكانها، للتصدي لما وصفه ب»الحملة المسعورة» ضد الإسلام. وبدا لافتا أن القوات العمومية التي حضرت إلى مكان الوقفة، التي نُظِّمت مباشرة بعد الانتهاء من صلاة الجمعة ودامت حوالي نصف ساعة، اكتفت بمراقبة الوضع من بعيد، دون أن يُسجَّل أي احتكاك بين الطرفين، بعد أن مرت الوقفة في أجواء سلمية ردد خلالها المشاركون عددا من الشعارات الغاضبة. وكانت مصالح الأمن في عدد من المدن المغربية قد عمدت إلى تكثيف انتشارها في محيط بعض المساجد عقب الدعوات التي وُجِّهت من أجل تنظيم وقفات احتجاجية للتنديد بنشر برسوم كاريكاتورية مسيئة إلى الرسول الكريم أياما قليلة بعد الغضب العارم الذي خلّفه بث مقاطع من فيلم أنتجه أقباط يتضمن إساءة إلى الرسول وإلى الدين الإسلامي. وفي تطوان نزلت جماعة العدل والإحسان، ليلة أول أمس، بثقلها لنصرة النبي محمد (ص) استجابة لنداء «الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة» وتنديدا بالإساءة إلى شخصه الكريم. وجاء خروج جماعة عبد السلام ياسين بعد أداء المشاركين صلاة المغرب، حيث توجهوا بعدها إلى ساحة «مولاي المهدي»، في مسيرة حاشدة ضمّت -حسب تقديرات اللجنة- أزيدَ من 6 آلاف مشارك ومشاركة. وتصدرت مسيرة «العدل والإحسان» لافتات تناصر الرسول محمد (ص) فيما رُفعت فيها لافتات أخرى تقول «إلا رسول الله»، وبعض الأعلام الخضراء. ورغم الحشد الهائل للمسيرة فقد فضلت القوات العمومية التواري عن الأنظار، مكتفية ببضعة عناصر أمنية بزي مدني لمراقبة أجواء المسيرة والشعارات المرفوعة خلالها، والتي نددت بالهجمة الدنيئة على شخص رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من خلال الفيلم سيّء الذكر ومن خلال الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها المجلة الفرنسية. وشارك في مسيرة «نصرة النبي» جمهور غفير من الرجال والأطفال، كما لفت حضور المرأة التطوانية انتباه المراقبين لأجواء ة المسيرة. من جهته، أفاد أحد الأعضاء البارزين للجماعة أن الأمن قام، دقائق بعد انتهاء المسيرة، بحجز السيارة التي كانت تحمل مكبرات الصوت، ما وصفه باستمرار التضييق على جماعة العدل والإحسان، ومستغربا، في نفس الوقت، أن تُقْدم السلطات على هذه الإجراء بعد تنظيم وقفة جاءت لنصرة النبي (ص). واختُتمت المسيرة بكلمة للجماعة، تطرقت فيها إلى أهداف المسيرة، مؤكدة أن «هذه الممارسات الشاذة لا تزيد المسلمين إلا قوة وثباتا على دينهم ومحبة للرسول الكريم». ونددت بمن وصفتهم بالمعادين للإسلام وللرسول، ودعت المسلمين إلى عدم الانجرار وراء هذه الأعمال الحقيرة وإلى الرجوع إلى سنته وإلى الاستعداد الدائم للدفاع عن الإسلام وعن مقدساته.