قاد كل من كريم غلاب وتوفيق احجيرة وياسمينة بادو وعبد الكبير زهود انقلابا أبيض ضد عباس الفاسي، الأمين العام المنتهية ولايته، ومرشح «عائلة الفاسي»، الدكتور عبد الواحد الفاسي، بإعلان دعمهم الرسمي لحميد شباط، عمدة فاس، في السباق نحو منصب الأمانة العامة. وكشفت مصادر استقلالية أن القياديين الأربعة اجتمعوا، أول أمس الأربعاء، ببيت توفيق احجيرة، عضو لجنة المساعي الحميدة المشكلة بعد المؤتمر السادس عشر، لتجاوز أزمة الأمانة العامة، حيث تم الاتفاق على دعم ترشيح الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، مشيرة إلى أن الدعم المعلن لشباط يأتي كرد فعل على ما عرفه اجتماع اللجنة التنفيذية المنعقد الاثنين الفائت، من هجوم حاد لعباس الفاسي، الأمين العام، على رئيس مجلس النواب وأعضاء مجلس الرئاسة ولجنة المساعي الحميدة، التي ضمت في عضويتها، فضلا عن احجيرة وغلاب، كلا من نور الدين مضيان ومحمد الأنصاري وعبد الصمد قيوح. وحسب المصادر ذاتها، فإن أعضاء اللجنة الخماسية، الذين كانوا ملتزمين بعدم «نشر غسيل الحزب»، لم يغفروا للأمين العام تهجمه عليهم، فكان أن أعلنوا مساندتهم العلنية لشباط، مشيرة إلى أن غضبة الفاسي على مجلس الرئاسة واللجنة الخماسية ورئيس الغرفة الأولى، مردها أن خلاصة مساعي ومحادثات تلك المؤسسات والأشخاص لم تساير عباس في رغبته في طرح اسم صهره نزار البركة، وزير الاقتصاد والمالية، كحل ثالث للخروج من أزمة الأمانة العامة. وفيما تعذر على «المساء» الاتصال بالقياديين الأربعة، رغم محاولاتنا المتكررة طيلة صباح أمس، إذ ظلت هواتفهم خارج الخدمة، أكد قيادي استقلالي مقرب من شباط خبر انضمام القياديين الأربعة، معتبرا إياه خطوة ترجح كفة عمدة فاس. بالمقابل، قللت مصادر من معسكر عبد الواحد الفاسي من التحاق القياديين المذكورين بمساندي غريمهم السياسي، وقالت: «هذه الأسماء لا تهمنا وليست وزنا ثقيلا لأنها لا تمتلك قاعدة جماهيرية تتبع لها، الأمر الذي سيحدث الفارق هو عدد أعضاء المجلس الوطني». إلى ذلك، تلوح المنافسة شديدة على مقاعد اللجنة التنفيذية ال 26 بين أعضاء اللجنة القديمة وقياديين استقلاليين جدد، يرون أنه آن الأوان لإزاحة بعض «المعمرين» والوجوه القديمة، وتحملهم مسؤولية الجهاز التنفيذي. كما تبدو المنافسة ساخنة على اللائحة العامة ومقاعدها ال16 ولائحة المرأة بمقاعدها ال6 والشباب بمقاعدها ال4، بين معسكري الفاسي وشباط، الطامحين إلى اكتساح اللجنة التنفيذية، وضمان موطئ قدم مهما كانت نتيجة انتخابات الأمين العام الجديد. وفي الوقت الذي اقتربت فيه الترشيحات للجنة التنفيذية، التي وضعت إلى حدود صباح أمس الخميس، إلى نحو مائة ترشيح، كشفت مصادر من المركز العام للحزب أن غالبية أعضاء اللجنة التنفيذية السابقة تقدموا بترشيحاتهم، في حين سجل إقدام عدد من القيادات الجهوية على وضع ترشيحاتهم لمنافسة «كبار» اللجنة التنفيذية السابقة. وحسب نفس المصادر، فإن 13 عضوا على الأقل من أعضاء اللجنة التنفيذية السابقة تقدموا بترشيحاتهم، من أبرزهم حمدي ولد الرشيد، كريم غلاب، عبد القادر الكيحل، عادل بنحمزة، خليل بوستة، رشيد أفيلال، لطيفة بناني سميرس، بوعمر تغوان، عبد الإله البوزيدي، عبد الصمد قيوح، نزار البركة، عبد الله البقالي، نور الدين مضيان، ومحمد الأنصاري. بالمقابل، تقدمت أسماء جديدة، لأول مرة، بترشيحاتها للجنة التنفيذية، من بينها عادل الدويري، وزير السياحة الأسبق، وفوزي بنعلال، نائب رئيس مجلس المستشارين، ونجل حمدي ولد الرشيد، وعبد السلام اللبار، ومحمد احجيرة، ومحمد بلماحي من جهة مكناس تافيلالت، وعبد الجبار الراشدي، ومحمد أبيا من بوجدور، وعبد الرحمان خير، بالإضافة إلى محمد سعود من جهة طنجة، وهو المحسوب على شباط، وكريم آيت أحمد وعبد الله الوارثي من جهة الغرب شراردة بني احسن، وحيكر من جهة الدارالبيضاء، ولحسن فلاح. من جهة أخرى، تبدو المنافسة على أشدها على المقاعد الستة المخصصة للنساء، في ظل تواجد أسماء من قبيل نعيمة خلدون ولطيفة سميرس، وفاطمة طارق (زوجة شباط)، ونعيمة الرباع، ورحمة وقاري، وفتيحة البقالي، وزبيدة فنيش، والذهبيات، وحفيظة جبلي، وجارية حجي، ومكملتو من الصحراء. فيما ستغيب زينب قيوح، نجلة عميد الاستقلاليين بجهة سوس ماسة درعة، علي قيوح، عن المنافسة.