حسن بنشليخة انطلق حفل افتتاح لفعاليات الدورة السادسة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بمدينة سلا بمشاركة 12 فيلما روائيا مطولا تتراوح بين الدراما والكوميديا من 12 دولة من مناطق مختلفة. ويتواصل نشاط هذا المهرجان لستة أيام، وهدفه الأول تشجيع مواهب المخرجات والممثلات والتعريف بهن. وستتنافس هذه الأفلام الاثنى عشر على الجائزة الكبرى للمهرجان المتمثلة في الشهدة الذهبية وجائزة لجنة التحكيم وجائزة أحسن سيناريو وأخرى عن أفضل ممثل وممثلة. وقد اختار الساهرون على تنظيم هذه الدورة الهندية أرونا فاسوديف على رأس لجنة التحكيم، أما لائحة باقي أعضاء التحكيم فتضم مريم يزيد من فرنسا وفاطمة سيمين معتمد آريا من إيران، وأوني لوكونت من كوريا الجنوبية، وفانتا ريجينا ناكرو من بوركينا فاسو، وعبير صبري من مصر، إضافة إلى المخرجة المغربية سلمى بركاش. كما اختار المهرجان أن يفتتح العروض بالفيلم الألماني «ألمانيا» وهو من إخراج ياسمين شامدرلي التركية-الألمانية. وكرم المهرجان عند الافتتاح نزهة الدريسي، المخرجة والمنتجة المغربية التي خطفها الموت، كما سيكرم لاحقا الممثلة المغربية أمينة رشيد، التي تألقت بشكل مذهل في فيلم «أياد خشنة» لمخرجه محمد العسلي، والممثلة والعضو في لجنة التحكيم الإيرانية فاطمة معتمد آرياد التي سطع نجمها في فيلم «الخمار الأزرق» لمخرجته رخشان بني اعتماد، والنجمة المصرية تيسير فهمي، حاملة الرسالة والقضية والمساندة لشباب ثورة 25 يناير. ويعتبر المهرجان فرصة نادرة للتعرف على مخرجات جديدات وممثلات من مختلف الجنسيات، كما يعد نافذة تطل على قضايا المرأة العربية-الإسلامية والعالمية ومعالجة مشاكلها بمواجهة التحديات وكسر الحواجز، ونقل الصورة الحقيقية والموضوعية لتشكيل رأي عام داعم لحقوقها بنوع من الاحترام الذي تستحقه، وطرح قضاياها بالشكل الذي يدفع عجلة التقدم بالمجتمع إلى الأمام كحملة رسالة إنسانية وكجزء أساسي في المجتمع ودورها على الشاشة الذي يساهم في التوعية والتوجيه للنهوض بالبنية الاجتماعية والسياسية. وما يعاب على فعاليات هذه التجربة السادسة للمهرجان، كما صرح أحد المتتبعين (فضل عدم ذكر اسمه)، تسيير وترؤس المهرجان من طرف الرجال، إذ علق المتحدث «للأسف يتبوأ الصدارة في سينما المرأة الرجال، ونحن نعتقد أن في ذلك إهانة ليس فقط للمهرجان ولكن للمرأة المغربية على السواء». وأضاف «نسجل غياب أطياف اللون السياسي وتنوعه بتجاهل سينما المرأة الفلسطينية وسينما نساء الربيع العربي اللواتي قدمن رؤية ذائبة في تفاصيل المجتمع وعذاباته وتصورها الخاص للواقع وما تعانيه وما تكابده من مرارة الاحتلال والتبعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية». واختتم المعلق بالقول «في اعتقادي يجب على صناع القرار أن يقدموا أفلاما تنتمي لسينما المرأة لا غير». واستغرب في نفس الوقت دخول المسابقة الرسمية كل من فيلم «اندرومان» لمخرجه عز العرب العلوي وفيلم «الحب ولا شيء غيره» لمخرجه الألماني يان شومبورغ وفيلم «فيوليتا صعدت إلى السماء» لمخرجه الأرجنتيني اندريس وود. أما الناقد السينمائي محمد اشويكة فقد أكد «أن المركز السينمائي المغربي يعتمد سياسة الإقصاء في حق الجمعية المغربية للنقاد السينمائيين» وتابع «إن هذه السياسة متبعة منذ زمن، إذ حرمت الجمعية من ممارسة حقها في متابعة فعاليات وتقييم المهرجانات السينمائية لإثراء الساحة النقدية». وتساءل الناقد نفسه عن سر هذه الحرب الخفية التي تكرس صورة سلبية عن الفن بحرمان الجمعية من حضور مهرجان مراكش السينمائي الدولي والمهرجان الوطني بطنجة ومهرجان خريبكة والآن مهرجان سينما المرأة. استياء بعض الضيوف استاء الكثير من الضيوف والصحافيين والنقاد السينمائيين من عدم التزام الساهرين على مهرجان سينما فيلم المرأة بسلا بالخطط المعدة لراحتهم من طرف وسائل النقل المعدة لهم. واستغرب هؤلاء عند خروجهم من قاعة هوليود مع نهاية عرض الفيلم الافتتاحي «ألمانيا» تخلي حافلات النقل عنهم، لخدمة الكثير من الضيوف الآخرين الذين فضلوا الاستمتاع بحفل طعام العشاء على مشاهدة فيلم الافتتاح. وبعد محاولات عديدة للاتصال بالمسؤولين عبر الهاتف للاستفسار عن سبب هذا الخلل، فوجئ نفس الضيوف، مرة ثانية، بتجاهل مكالماتهم أو عدم الرد عليها. وأجبر هؤلاء على الانتظار لوقت طويل، نظرا لتوقف التراموي عن العمل في تلك الساعة المتأخرة من الليل، لكنهم حصلوا في الأخير، بمجهوداتهم الذاتية، على وسيلة نقل أقلتهم إلى فنادقهم، واضطروا إلى تغطية نفقات الرحلة من سلا إلى الرباط كما تحملوا نفقات العشاء.