أعلنت حالة استنفار أمني غير مسبوقة، أول أمس الأحد وصباح أمس الاثنين، بمنطقة السماعلة (ضواحي مدينة وادي زم) إثر اعتقال عصابة من طرف السكان بعد أن روعتهم لمدة طويلة ولم يتمكن الدرك من إلقاء القبض عليها رغم الشكايات المتوالية. واعتقل سكان منطقة «عمارات» بدوار الروامش أفراد عصابتين مدججتين بالأسلحة البيضاء، ورفضوا تسليمهم إلى عناصر سرية الدرك الملكي، وشرع السكان الغاضبون من تهاون الدرك في حمايتهم في تطويف ومحاكمة أفراد العصابة. وكشف شهود عيان ل«المساء» أن السكان حاصروا عناصر العصابة بعد ضبطهم متلبسين بالسرقة، حيث حاول أفرادها الفرار في اتجاه مولاي بوعزة، وشرع فلاحون في تصفيد أيادي عناصر العصابة، بعدما حجزوا بطائقهم الوطنية وأوراق السيارة التي كانوا يستعملونها في عمليات السرقة، ووصل عدد الموقوفين إلى خمسة عناصر قاموا بإيداعهم في مقهى تقع على الطريق الجهوية الرابطة بين وادي زم ومولاي بوعزة. وأكدت المصادر ذاتها أن المواطنين الغاضبين طوفوا أفراد العصابة بالمناطق المجاورة، وأمام اشتداد حالة الغضب بين القرويين اقترح بعضهم تطبيق عقوبة «القتل» في حق أفراد العصابة، بينما رأى آخرون تطبيق عقوبة «قطع اليد». وبعدما حلت حوالي 5 سيارات تابعة للدرك، ظلت ترابط فقط بالقرب من منطقة الاعتقال، بعدما اشترط السكان حضور القائد الجهوي للدرك بالمنطقة، بعد تنام غير مسبوق في عمليات سرقة المواشي. وأضافت المصادر ذاتها أن حوالي 1000 من المواطنين تجمهروا بالمنطقة، حيث شرعوا في رشق المقهى بالحجارة والعصي، بينما تدخل آخرون لمنعهم من قتل المتهمين، وطالب السكان، كذلك، بحضور عامل إقليمخريبكة والوكيل العام للملك بالمدينة، بعد تفاقم عمليات السرقة، حيث استعان الدرك بأعيان المنطقة، وحضر قائد السماعلة ومنتخبون وفاعلون جمعويون، وباشروا مفاوضات مع السكان، كللت بالاتفاق على تسليم عناصر العصابة إلى الدرك، شريطة إحالتهم على الوكيل العام، والإسراع بالتحقيق في جميع الشكايات واعتقال المتورطين فيها. وفي سياق متصل، عثر السكان صباح أمس الاثنين، على سيارة محروقة بين وادي زم ومولاي بوعزة، استعانت بها العصابة في عمليات السرقة، وقامت بإشعال النيران فيها لعدم إثارة الانتباه. وكانت عناصر العصابة تستغل ذهاب الفلاحين إلى الأسواق الأسبوعية، فتهاجم النسوة وتستولي على المواشي بالقوة، وقامت أول أمس الأحد بالهجوم على قطيع في ملكية شخص معاق. ومن جانبها، استدعت الضابطة القضائية للدرك، صباح أمس الاثنين، حوالي 10 ضحايا من منطقة «الدويمية والرويعي وعمارات...»، كما استدعت ضحايا آخرين، للتعرف على أوصاف المشتبه بهم.