محمد راضي فشل الوداد الرياضي في تصحيح مساره ضمن مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، عقب انهزامه للمرة الثانية على التوالي أمام ضيفه دجوليبا باماكو المالي بهدفين لواحد، خلال المباراة التي جمعتهما مساء أول أمس السبت، بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، برسم منافسات الجولة الرابعة والتي قادها الحكم الموريتاني علي المغايفري بمساعدة مواطنيه ضياء الحسن و بن الشيخ، علما بأن فريق الوداد البيضاوي سبق وانهزم خلال الجولة الثالثة أمام المنافس ذاته بنفس الحصة خلال مباراة الذهاب التي دارت بملعب مودي بوكيتا بالعاصمة المالية باماكو. وأججت النتيجة والأداء المتواضع للاعبي فريق الوداد البيضاوي غضب جمهور الأخير على قلته حيث لم يتردد طيلة شوطي المباراة في صب جام غضبه خاصة على الاختيارات التقنية والتكيتيكية للمدرب الإسباني بينيتو فلورو، إذ جدد أنصار الفريق «الأحمر» وبشدة طلبهم برحيله بعدما عجز عن استغلال التشكيلة البشرية التي يتوفر عليها. ولم يسلم أعضاء المكتب المسير واللاعبون من الانتقادات اللاذعة، إذ قوبلوا مباشرة عقب نهاية المباراة بعبارات السب والقذف نتيجة لتدني مستوى فريق الوداد البيضاوي خلال المباراة حيث كانت عناصره تائهة وغير منسجمة فضلا عن تضييعها للعديد من الفرص السانحة للتسجيل بفعل التسرع والارتباك، كما أن الوداد البيضاوي فقد عقب هذه الهزيمة كل الحظوظ في التأهل للأدوار المقبلة في مسابقات كأس «الكاف»، في حين لم يتردد الجمهور القليل الذي حضر المباراة (بلغت مداخيلها 224 ألف درهم) في التصفيق طويلا للاعبي فريق دجوليبا المالي. وكان الفريق الزائر سباقا للتسجيل منذ الدقيقة 11 عن طريق المهاجم ألو باكايوكو، قبل أن يعادل اللاعب عبد الرزاق المناصفي النتيجة للوداد في الدقيقة 25 بواسطة ضربة خطأ، لكن فريق دجوليبا المالي استطاع خلال الوقت بدل الضائع (90 + 2) حسم نتيجة المباراة بهدف ثان سجله اللاعب أبو بكر بانغورا ضامنا بذلك تأهله للدور النصف النهائي في حين تجمد رصيد الوداد البيضاوي في نقطتين بتعادلين وخسارتين. وأرجع المدرب الإسباني بينيتو فلورو هزيمة الوداد البيضاوي لما أسماه ب»سوء الطالع» معتبرا خلال الندوة الصحفية التي كان يبدو خلالها متضايقا وغاضبا بأن «الفريق الأحمر» قدم مباراة وصفها ب»الجيدة» وضيع خلالها لاعبو الوداد فرصا عديدة للتسجيل مثنيا على المستوى التقني للاعبي فريق دجوليبا باماكو المالي، مؤكدا بأنه كان من الصعب مواجهة فريق متفوق بدنيا مما ساهم في رفع إيقاع المباراة وبالتالي أرغم لاعبو فريق الوداد البيضاوي على تحمل عبئ المباراة خاصة وأن الأخير لم يخض بحسبه أي لقاء إعدادي من قبل ما ساهم في ظهور بوادر العياء على اللاعبين واصفا المجموعة التي يتواجد ضمنها فريق الوداد البيضاوي بالقوية. ولم تفت بنيتو فلورو الإشارة لما وصفها بصعوبة التنقل بالأدغال الإفريقية بالنسبة للاعبين مقارنة مع الفريق الخصم الذي كان تنقله أقل ما ساهم في تحديد طبيعة النتيجة. وفي معرض إجابته على سؤال ل «المساء» يتعلق بمدى شعوره بالضغط خلال الآونة الأخيرة من قبل أنصار فريق الوداد البيضاوي خصوصا في ظل تراجع مستوى الأخير أكد بنتيو فلورو بأنه لا يمكن الحديث عن موضوع الضغط في كرة القدم الاحترافية، ما دام أن جميع الفرق المحترفة بالعالم يكون همها الوحيد هو الفوز ،بالمقابل يضيف فلورو لا يوجد فريق بإمكانه الانتصار في كل المباريات إذ تبقى الهزيمة واردة حتى لو أديت لقاء جيدا على غرار مباراة اليوم أمام دجوليبا، وبالمقابل قد يكون أداء الفريق سيئا وبالرغم من ذلك قد ينتصر ما يعني بأنه لا بد من تفهم تقلب مهنة كرة القدم، خاتما جوابه بأنه يتفهم مطالب جمهور فريق الوداد البيضاوي. من جانبه أبرز بادارا أولو بالي مدرب فريق دجوليبا باماكو المالي بأنه كان يدرك مدى صعوبة المباراة خاصة وأن فريق الوداد البيضاوي سيخوضها بميدانه وأمام أنصاره، كما أنه ستحمل ثقل المباراة ما دام أنه سيعمل جاهدا على البحث عن نتيجة إيجابية، مؤكدا خلال الندوة الصحفية بأن فريقه حاول الضغط تفاديا لتلقي إصابة مبكرة واصفا الوداد البيضاوي ب»الكبير» لما يتوفر عليه من بنيات تحتية جيدة مقارنة مع فريق دجوليبا، مؤكدا بأن فريقه استطاع تحقيق الفوز بفضل الصبر والشجاعة، كما أنه حضر للدار البيضاء تحدوه الرغبة في الانتصار.