فاجأ المسؤول الإسرائيلي مجالي وهبي، الذي حل بالمغرب للمشاركة في ندوة بوارزازات محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، حينما طالب بتوفير أمن خاص يرافقه والوفد الإسرائيلي المشارك في الندوة البرلمانية التي نظمها مجلس المستشارين، يومي الجمعة والسبت الماضيين، بورزازات. مصادر مطلعة كشفت ل«المساء» أن وهبي، الذي خدم في قوات جيش الدفاع الإسرائيلي وحصل على رتبة مقدم في الجيش، طالب بيد الله بتخصيص حماية أمنية مقربة منه لحمايته بسبب تخوفات الوفد الإسرائيلي من تعرض أعضائه لاعتداءات بسبب أجواء الغضب والاحتجاج التي يعرفها العالمان العربي والإسلامي، وخاصة بعد مقتل السفير الأمريكي في بنغازي الليبية. وحسب مصادرنا، فإن طلب المسؤول الإسرائيلي الذي شارك في ندوة «التحديات الطاقية في الفضاء الأورومتوسطي»، التي نظمها مجلس المستشارين بشراكة مع الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، ووجه بالرفض التام من قبل رئيس المجلس، مشيرة إلى أن هذا الرفض عبر عنه بيد الله بشكل غير مباشر حينما أكد خلال الجلسة الختامية أن بعض الوفود تقدمت بطلب حماية أمنية مقربة إلا «أننا رفضنا لأن المغرب بلد أمن وسلام». مفاجآت وهبي لم تقف عند حد المطالبة بالحماية الأمنية، بل تعدتها إلى الاستفسار عن مصطلحات وتعابير تخص النظام المغربي، إذ حرص خلال مناقشته مع عدد من المشاركين المغاربة في الندوة البرلمانية على إيجاد تفسير لمعنى «سيدنا»، مؤكدا لمحدثيه أن تلك الكلمة هي من أكثر الكلمات التي يرددها اليهود المغاربة بإسرائيل، دون أن يتمكن من معرفة معناها. إلى ذلك، كشفت مصادر الجريدة أن تواجد الوفد الإسرائيلي بمدينة ورزازات مر بسلام ودون أن يثير أي احتجاجات من أي جهة كانت، مشيرة إلى أن وهبي ومن معه نعموا بإقامة هادئة بفندق «بربر بلاص»، وقاموا بجولة سياحية قادتهم إلى العديد من المعالم السياحية بالمدينة أنهوها باقتناء علب من التمر المغربي وهدايا تذكارية. وفيما خص مصطفى البكوري، رئيس مجلس الإدارة الجماعية للوكالة المغربية للطاقة الشمسية، والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وهبي وباقي المشاركين في الندوة بزيارة يوم السبت إلى منطقة غسات، حيث ينتظر إقامة مركب ورزازات لإنتاج الطاقة الكهربائية، عبر المسؤول الإسرائيلي عن إعجابه بالمشروع، مشيرا إلى أنه «كان من شأن وجود علاقات طبيعية بين الرباط وتل أبيب أن تكون دعما لهذا المشروع الاستراتيجي، في حين سارع عدد من المشاركين إلى أخذ صور تذكارية مع وهبي. من جهته، قال رضا بنخلدون، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، في اتصال مع «المساء»، إنه انسحب مباشرة بعد انتهاء تلاوة الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في الندوة، احتجاجا على ما اعتبره تطبيعا مع الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أنه ورفض العودة انسجاما مع ما قال عنه موقفا مبدئيا عنده وعند حزبه في موضوع التطبيع. وتساءل بنخلدون عن الجهة التي سمحت للنائب الإسرائيلي بدخول المغرب دون مراعاة «الموقف الثابت للمغاربة من التعامل مع الدولة العبرية»، كما قاطع بنخلدون الجولة التي قام بها المسؤول الإسرائيلي داخل منطقة غسات، فيما كشفت مصادر أخرى أن برلمانيي العدالة والتنمية هو آيت شعيب عاد يوم السبت الماضي للمشاركة في الجلسة الختامية، بل وحضر كذلك حفل العشاء الذي أقامه المجلس الإقليمي على شرف المشاركين الذين كان من بينهم نائب رئيس الكنيست. وفيما غاب وزراء العدالة والتنمية عن الحضور الحكومي للجلسة الافتتاحية للندوة، كان لافتا حضور كل من الشرقي الضريس وعزيز أخنوش وفؤاد الدويري ولحسن حداد، لم يتمكن المستشار الاستقلالي عبد اللطيف أبدوح، المتابع بتبديد المال العام، من حضور الندوة بسبب عدم تمكنه من الحصول على إذن قضائي بمغادرة مدينة مراكش رغم توجيه الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط الدعوة إليه باعتباره عضوا في الوفد المغربي. من جهة أخرى، طالبت المجموعة في بيان لها حكومة بنكيران بفتح تحقيق جدي وسريع للإحاطة بكافة المعطيات حول استدعاء واستضافة ومنح تأشيرة الدخول ل»أحد كبار المجرمين الصهاينة، من أجل اتخاذ ما يلزمه هذا العمل الشنيع من إجراءات ضد من اقترفوه». وحسب المجموعة التي اكتفت بإصدار بيانها، فإن «هذه الأعمال التطبيعية تفرض التعجيل بإصدار قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني ومع الصهاينة».