الرباط المهدي السجاري خرج نوبير الأموي، الكاتب العام للكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، على غير عادته، بتصريحات «إيجابية» حول اللقاء التمهيدي من جلسات الحوار الاجتماعي، المنعقد أول أمس في الرباط، مع رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وعدد من وزرائه. ويبدو أن تأكيد بنكيران على أن الملك محمد السادس حريص على معالجة كل القضايا الاجتماعية، بما في ذلك المفاوضات مع النقابات العمالية، جعلت نوبير الأموي، الكاتب العام لنقابة الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، المعروف بمواقفه «المشاكسة»، يؤكد على أنه لقي «تفهما من طرف الحكومة». وأوضح الأموي، عقب الاجتماع، أنه «لمس تجاوبا في تعاطي الحكومة مع النزاعات والمشاكل والملفات المطلبية التي تهم الطبقة الشغيلة»، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة «التزم ببحث مجمل القضايا المطروحة من منطلق التحاور والتواصل بين الحكومة والمركزيات النقابية». وقد اتفق وفد الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ورئيس الحكومة والوزراء الحاضرون في الاجتماع على تنظيم مفاوضات جماعية ثلاثية التركيبة، تحضرها الحكومة والنقابات وأرباب العمل، وفق ما هو منصوص عليه في التشريعات الدولية، وأيضا مدونة الشغل. ووقف الوفد النقابي على الأوضاع الاجتماعية التي تعاني منها الطبقة العاملة من قبيل القدرة الشرائية للمواطنين وانتشار الفقر، مطالبا بضرورة إصلاح التعليم ومحاربة الفساد وإصلاح قطاع الصحة وتحسين الوضع المادي والاجتماعي للشغيلة، ووضع حد لكل الخروقات التي مست الحريات النقابية للطبقة العاملة، وإرجاع المطرودين إلى عملهم. وقدم وفد الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ملفا مطلبيا لرئيس الحكومة يضم أهم مطالب الطبقة الشغيلة المرتبطة بإقرار الحقوق الاجتماعية للأجراء وعموم المواطنين، في القطاع العام وشبه العام والقطاع الخاص، إضافة إلى ملف حول الحريات النقابية والمرتبطة بالخروقات، التي يتم تسجيلها على هذا المستوى. وعبر علال بلعربي، عضو المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بإيجابية عن موافقة رئيس الحكومة على مطلب النقابات القاضي بضرورة إجراء المفاوضات الجماعية ثلاثية التركيبة، معتبرا أن «هذا الإجراء كان لأول مرة في المغرب في سنة 1996 وعوض تكريس ثقافة التفاوض الجماعي، تم إجهاضها، ومنذ ذلك الحين فقد كان من المفروض أن نطور مفهوم المفاوضات الجماعية، لأنها تشكل آلية ناجعة لحل مختلف الإشكالات التي تهم الطبقة العاملة».