الرباط مصطفى الحجري يشرع قاضي التحقيق في المحكمة الابتدائية للناظور، اليوم، في الاستنطاق التفصيلي لعدد من عناصر الجمارك والأمن الذين تم توقيفهم في المعابر الحدودية في وقت سابق. وذكرت مصادر مطّلعة أن جلسات الاستنطاق ستمتد على أربعة أيام متتالية، يمثُل خلالها المُعتقَلون والممتعون بحالة سراح، على شكل دفعات، أمام قاضي التحقيق لمواجهة التّهم المنسوبة إليهم بناء على المحاضر التي أنجزتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الدفاع يستعد، موزازاة مع الشروع في المحاكمة، لتقديم عدد من المُلتمَسات والطعون التي ستركز على طريقة تدبير هذا الملف مند بدايته، مع التركيز على ما وصفته ذاتها المصادر بالانعدام التام للأدلة في حق عدد من المتابَعين في هذا الملف، إضافة إلى طبيعة الأشخاص الذين اعتمدت الفرقة الوطنية للشرطة القاضية على إفاداتهم من أجل انجاز المحاضر. وفي سياق متصل، علمت «المساء»، من مصادر متطابقة، أن عنصرا من الجمارك الذين غادروا السجن المحلي للناظور بعد الاستفادة من السراح المؤقت، يعتزم مقاضاة طبيبة السجن بسبب ما وصف ب»إهمال تسبب له في مضاعفات صحية».. وكشفت المصادر ذاتها أن الجمركيَّ كان قد أصيب، قبل سنوات، بطلق ناريّ خلال أدائه واجبه المهني، ما تسبب له بعجز بحوالي 65 في المائة، وكنتيجة لذلك أصبح يعاني بين الفينة والأخرى من عوارضَ صحية تتطلب تدخلا طبيا. وأكدت نفس المصادر أن الجمركيّ تعرّضَ، وهو داخل السجن، لوعكة صحية، وطَلب نقله للعلاج، غير أنه فوجئ بالمشرفين على مصحة السجن يكتفون ب»رشّ الماء» عليه وتركه لمدة داخل المصحة قبل إعادته إلى زنزانته. وكان عدد من عناصر الجمارك ممّن شملهم قرار السراح المؤقت قد عبّروا عن استيائهم الشديد من المعاملة السيئة التي تلقوها داخل السجن، علما أنهم وُضعوا داخل زنازن تضمّ مُدانين أشرفوا على اعتقالهم بتُهم مختلفة، غير أن عناصر الجمارك فوجئوا بتعامل وُصِف ب»الإنسانيّ» من قبلهم، بعد أن تنازل عدد من السجناء عن أكلهم وعن الأفرشة الخاصة بهم لصالح عناصر الجمارك، في الوقت الذي تعاملت معهم إدارة السجن -حسب نفس المصادر- كمدانين قبل أن تبُتّ المحكمة في ملفهم.