يشتكي مجموعة من المواطنين بإقليم سيدي سليمان من الفوضى التي يخلفها بيع وترويج الخمور من طرف إحدى الحانات المتواجدة بشارع المقاومة بالمدينة ذاتها. إذ في الثالث والعشرين من غشت الماضي، وفي ساعات متأخرة من الليل، شهدت سيدي سليمان، بحسب السكان، فوضى «غير مسبوقة» بسبب ترويج الخمور بشكل علني، مما أدى إلى اعتقال ومتابعة بعض مسيري ومستخدمي إحدى الحانات المتواجدة بشارع محمد الخامس وضبط محجوز كبير، مما اعتبر لدى الساكنة «تسيبا» حقيقيا وتجاوزا لأصحاب هذه الحانات للقانون، متأسفين على المتابعات الأمنية والقضائية «غير الصارمة» في حق المتابعين، وهو الأمر الذي اعتبروا أنه يساهم في مزيد من الفوضى في هذا المجال. من جهتها، توصلت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان بشكايات من مواطنين، كما تابعت بقلق انحرافات أصحاب حانات بيع الخمور، وخاصة ممارسات مسيري الحانة الموجودة بشارع المقاومة، الذين أوضحت، في رسالة موجهة إلى كل من وزير العدل ووزير الداخلية والمدير العام للأمن الوطني، أنهم يقومون بتوزيع وبيع الخمور للعموم بدون أدنى حرج، والخطير في الأمر، تضيف الرابطة، أنه تم فتح محل إلى جانب الحانة للبيع بالتقسيط وبالجملة دون التوفر على التراخيص المطلوبة، مع ما يخلقه هذا المحل من ازدحام وعرقلة للطريق بشارع المقاومة حتى ساعات متأخرة من كل ليلة، ودون حصول أي رادع قانوني. كما أوضحت الرابطة، من خلال شكايات السكان، أن الحانة المذكورة لا تحترم المواقيت القانونية وهناك جهات إدارية تتستر على بعض الأفعال الجرمية المقترفة بداخل الحانة كتعنيف بعض المخمورين ووجود سرقات والسماح بدخول أطفال قاصرين. كما أن هناك حديثا، تضيف الرابطة، عن تورط أصحاب الحانة المذكورة في البيع العلني لأصحاب البيع السري بعدد من النقط السوداء بسيدي سليمان وبالمجال القروي، خاصة بدار بلعامري وسيدي يحيى الغرب، وهذا ما تؤكده اعتقالات أشخاص من ممتهني البيع السري. وحمل المكتب الإقليمي للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان بسيدي سليمان مسؤولية الفوضى التي تعرفها المدينة بخصوص عدم احترام القانون وتشجيع أصحاب محلات بيع الخمور على اقتراف تجاوزات، إلى قسم الشؤون الداخلية بعمالة سيدي سليمان وباشوية سيدي سليمان وقائد الملحقة الإدارية الأولى بنفس المدينة. وندد المكتب كذلك باستغلال مستخدمين قاصرين ببعض الحانات بسيدي سليمان للإفلات من المتابعات القضائية، في استغلال واضح للطفولة، كما أن المسيرين وأصحاب محلات بيع الخمور يقدمون «كأكباش فداء» خلال كل متابعة قضائية أو محضر استماع «المستخدمين الصغار» المغلوبين على أمرهم. زيادة على استغلال العمال والمستخدمين الذين يعملون من العاشرة صباحا إلى حدود الرابعة صباحا، دون حقوق ولا تأمين ولا ضمان اجتماعي، وهم عرضة للطرد والتهديد اليومي. وسجلت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان رفضها لكل الممارسات اللاقانونية المنتهجة بالحانة المذكورة، مستنكرة صمت بعض الجهات الإدارية وتواطؤها مع أصحاب الحانة التي أصبحت محط تذمر وسخط الساكنة.