اعتبر حميد شباط، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال والأمين العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين، أن أسباب ضعف الأداء الحكومي والسياسي لحزب الميزان ترجع إلى عدم تواصل وزراء الحزب مع القواعد والفروع والمفتشيات والنواب البرلمانيين في مختلف الجهات. وأكد أن من وزراء حزبه من يتم تعيينهم من خارج المناضلين والمناضلات «وكينزلو علينا بالباراشيت بلا مرجعيات»، محملا مسؤولية ذلك للأمين العام عباس الفاسي. وأوضح شباط في لقاء تواصلي نظم مساء الأحد بسطات أن الدستور المغربي في حاجة إلى رجال أقوياء داخل الأحزاب السياسية من أجل تنزيله لأن المغرب حسب تعبيره «شبعان قوانين ولكن الأزمة في التطبيق». واستغرب شباط عدم تسجيل بعض القياديين باللجنة التنفيذية بحزب الميزان في اللوائح الانتخابية، وقال: «أقسم بالله أنهم لا يذهبون إلى التصويت وأغلبهم غير مسجلين في اللوائح الانتخابية وأملك الدليل ومنهم من هو في اللجنة التنفيذية». وربط شباط هذا التراجع في الأداء السياسي والحكومي لحزب الاستقلال بأسباب مختلفة، منها ما هو ذاتي يخص الحزب من الداخل، ومنها ما هو خارج هياكل الحزب أو من افتعال الخصوم السياسيين، مؤكدا على أن الاستقلاليين قرروا بأن تكون المنافسة على كل المناصب، ومصرا على «لا للتوافقات ولا للترضيات ولا لاقتسام الغنيمة» باعتبار أن حزب الاستقلال هو ملك لكل الشعب المغربي. ودعا شباط إلى خوض معركة التغيير من أجل الخروج من المؤتمر السادس عشر بحزب قوي لكل المغاربة والانتقال من حزب للأشخاص إلى حزب للمؤسسات، وإلى تسجيل ممتلكات الحزب باسم الحزب وليس باسم الأشخاص، وإلى اتباع الشفافية والحكامة في التسيير المالي للحزب، وإلى المساواة وتكافؤ الفرص بين المناضلين، موضحا أن المساواة منعدمة بين البرلمانيين داخل الحزب، ومتسائلا في الوقت ذاته عن أسباب تقديم مبالغ مالية لبرلمانيين داخل اللجنة التنفيذية غير التي تقدم للبرلمانيين خارج اللجنة. وأكد العضو القيادي على أن تحديث آليات اشتغال حزب الميزان وبنياته يجب أن تتم عن طريق الديمقراطية الداخلية والاختيار الصائب من أجل تقوية الحزب والحفاظ على ثوابته، مبينا أن التنافس على منصب الأمين العام للحزب يشكل حدثا تاريخيا وظاهرة صحية، خاصة في الظروف الراهنة على المستوى الوطني أو المستوى الدولي. وخصص القيادي الاستقلالي حيزا من مداخلته لمهاجمة منافسه عبد الواحد الفاسي، داعيا إياه إلى طرح برنامجهما للنقاش خلال مناظرة أمام المجلس الوطني أو في لقاء إعلامي أمام الرأي العام المغربي كما هو الشأن في الدول الديمقراطية، والأخذ بمعيار الكفاءة في اختيار الأمين العام الجديد وليس بمعيار النسب، معتبرا أن العلاقة التي تجمع الاستقلاليين بعلال الفاسي هي علاقة عمل وفكر وليست علاقة جينية «سي عبد الواحد الفاسي مزيان نجل سيدي علال، ولكن الاستقلاليين كلهم أولاد سيدي علال وعلاقتنا بسيدي علال ليست علاقة جينية، بل هي علاقة فكر بالأساس وعلاقة عمل». ووجه شباط في ختام مداخلته رسالة إصلاح إلى مناضلي الحزب (رسالة أمانة وتعاقد) تعتمد على محاربة الفساد بكل أنواعه ومحاربة الريع السياسي، داعيا الجميع إلى العمل والنضال: «لا يمكن أن نبقى في سياسة اخدم التاعس من سعد الناعس. الكل يجب عليه أن يعمل» .