كالصاعقة، نزل خبر تعاطي العداءة مريم العلوي السلسولي والعداء أمين لعلو مواد منشطة محظورة، ففي الوقت الذي كان المغاربة يتأهبون لمتابعة أولمبياد لندن، ويراهنون على صعود أكبر عدد من العدائين لمنصات التتويج جاءت «فضائح» المنشطات لتقلب الأمور رأسا على عقب ولتجعل من المغرب محور حديث العالم. كيف «غزت» المنشطات الرياضة المغربية؟ ومتى بدأت الظاهرة في المغرب؟ وما هي أسبابها؟ بالرجوع إلى تعريفات الطب الرياضي فالمنشطات هي استخدام مختلف الوسائل الصناعية لرفع الكفاءة البدنية والنفسية للفرد في مجال المنافسات أو التدريب الرياضي، وهي مواد صناعية غير فيزيولوجية تزيد من كفاءة الرياضي. وتتوزع المنشطات بين مواد صيدلية صناعية، مثل منبهات الجهاز العصبي المركزي والهرمونات والمواد المشتقة منها، ومحفزات مستقبلات «البيتا» والمخدرات والأدوية المدرة للبول والمواد الحاجبة. وهناك أيضا ما يطلق عليه الوسائل المحظورة، التي تتم من خلال نقل الدم أو تعزيز نقل الأوكسجين أو المعالجة الكيميائية والفيزيائية. وقد قامت جامعة ألعاب القوى، باعتبارها المعنية بالدرجة الأولى بالملف لكون عدائيها هم من تورطوا وتم ذكر أسمائهم في لوائح الجهات المختصة في الاتحاد الدولي على مر السنين، بتحرك معنوي برفع دعوى قضائية «ضد مجهول» ما تزال تراوح مكانها، بينما خرج أكثر من بطل أولمبي وعالمي ليتحدث عن «وجود تشجيع رسمي» لهذه الظاهرة.. وفجّر سعيد عويطة، المدير التقني السابق للجامعة، «قنبلة» عندما كشف ل«المساء» أن الجامعة «تدعم» المنشّطات وأنه أقيل لأنه وضع من بين أهدافه محاربة هذه الآفة، قبل أن «يحتوي» رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ووزير الشباب والرياضة، محمد أوزين، «قنبلة» عويطة، إذ تعهّدا بمحاربة الظاهرة وتجفيف منابعها. وهدد وزير الشباب والرياضة، محمد أوزين، الرياضيين الذين سيثبُت أمر تعاطيهم المنشطات بإرجاع الأموال التي حصلوا عليها ضمن برنامج إعداد «رياضيي الصفوة» وكذا بفصلهم من وظائفهم التي حصلوا عيلها في الوزارة بعد تحقيقهم إنجازات رياضية.. توزعت حالات الرياضيين المغاربة الذين سقطوا في المنشطات، فقد بلغ عدد العدائين الذين سقطوا في «الفخ» 38 حالة بين 2003 و2012، إضافة إلى ست حالات سُجّلت في كرة القدم، خمسة كانوا يلعبون للمنتخب الأولمبي ولاعب سابق لفريق «الرجاء البيضاوي». وتراوحت هذه الحالات بين تناول المواد المحظورة صيدلانيا أو تلك المنقولة عن طريق الدم، بعد أن أبدع الاتحاد الدولي لألعاب القوى جواز السفر البيومتري، حيث أعطى نتائج وُصِفت بالجيدة في إطار الحرب المفتوحة مع اللوبيات التي تشجع تعاطي المنشطات والمخدرات والتهرب من الفحص، أو تناول «الكيف» أو «المعجون»، كما هو الحال بالنسبة إلى عبد الواحد عبد الصمد، الرجاوي السابق الذي سقط في الاختبار في تونس على هامش مباراة لفريقه «الأخضر» و«نجم الساحل» التونسي. بالنسبة إلى محمد ماجيدي، رئيس اللجنة الوطنية للوقاية من المنشطات، فإن «هناك لوبيا دوليا يتحكم في زمام ترويج المواد المنشطة، ويقال إن هناك للأسف بعض الأطر الوطنية التي تتعامل مع هذا اللوبي الدولي»، مشيرا إلى أن «مواجهة هذه الآفة، التي باتت تستشري في الجسم الرياضي، لن تتأتى دون الإسراع في المصادقة على مشروع القانون المذكور أعلاه، فضلا على ضرورة توفير الإمكانيات البشرية والمادية الضرورية للّجنة الحالية حتى تتمكن من تنفيذ برنامجها الوطني الخاص بالمراقبة والتوعية والتحسيس، في انتظار خلق الوكالة المغربية لمكافحة المنشطات».