تعرض عدد من قبور وأضرحة اليهود المغاربة بالمقبرة اليهودية بآسفي إلى أعمال تخريب وسرقة للعديد من الشواهد المكتوبة بالعبرية ولعدد من اللوحات الرخامية القديمة والنفيسة التي كانت تزين قبور اليهود وتؤرخ لوفاة عدد من أشهر صلحاء وحاخامات اليهود. وبحسب ما وقفت عليه «المساء» بعين المكان، فإن عمليات التخريب والسرقة التي تعرضت لها مقابر اليهود تمت في غياب حارس رسمي للمقبرة اليهودية، وفي ظل غياب تام للمسؤولين عن الطائفة اليهودية بآسفي التي لم تعد تضم سوى فرد واحد بعد أن هاجرت العديد من العائلات اليهودية الآسفية إلى الدارالبيضاء وإسرائيل وعدد من الدول الأوربية وكندا. وبحسب معطيات أولية، فإن عمليات التخريب والإتلاف والسرقة التي عرفتها المقبرة اليهودية يرجع اكتشافها إلى أحد اليهود الآسفيين الذي قام بزيارة مقابر عائلته بعد أن هاجر المدينة لمدة زمنية طويلة، قبل أن يقف بعين المكان على حجم الخسائر المادية التي طالت عددا كبيرا من القبور والأضرحة التاريخية. ووفق المصادر ذاتها، فإن احتمال ارتباط عمليات التخريب بمشردين ومنحرفين وسكارى يبقى أمرا جد وارد، خاصة أن المقبرة جاءت في أعلى هضبة مطلة على البحر وعلى تل الخزف ومهجورة ولا تجاورها مساكن، حيث اعتاد عدد من المشردين منذ سنوات التسكع بها والمبيت على أرضها. ولم تستبعد مصادر أخرى وجود عصابة آثار وراء الحادث، واحتمال أن يكون وراء سرقة بعض اللوحات الرخامية تجار تهريب للآثار، برأي مصادرنا، خاصة أن بالمقبرة قبور أشهر وأقدم حاخامات اليهود بالمغرب، حيث تؤرخ العديد من اللوحات الرخامية النفيسة لحياة هؤلاء ولتاريخ ميلادهم ووفاتهم وسلالات عائلاتهم، مما يشكل، برأي مهتمين، قيمة تاريخية وأثرية جد نفيسة في عالم الآثار. واستنادا إلى معطيات ذات صلة، فقد أطلق عدد من اليهود عبر العالم على شبكة الإنترنيت نداء استغاثة لإنقاذ المقبرة اليهودية بآسفي، كما أن متطرفين يهودا شرعوا في إعطاء عمليات التخريب والإهمال التي طالت المقبرة بعدا عدائيا للسامية ولليهود. هذا، وتفيد المؤشرات الأولية بأن الأمر له علاقة بتهريب للآثار باعتبار أن كل شواهد القبور التي كانت تضم أسماء الموتى بالعبرية فوق لوحات رخامية جد نفيسة وقديمة قد اختفت لوحدها، مما يجعلها تتوفر على قيمة مالية وتاريخية وتراثية جد مطلوبة لدى تجار الآثار خارج المغرب، خاصة تلك التي تعود إلى كبار الحاخامات والصلحاء اليهود. إلى ذلك، راسلت العديد من المنظمات الإسرائيلية عبر العالم كلا من سيرج بيرديغو، رئيس الطائفة اليهودية المغربية، وآندري أزولاي، المستشار الملكي، بشأن السرقات التي تطال قبور اليهود في آسفي، كما أطلقت العديد من المنظمات اليهودية حملة جمع توقيعات من يهود العالم للتنديد بعملية إتلاف القبور اليهودية في آسفي.