تفاجأ زوار العاصمة الإسماعيلية بداية الأسبوع الجاري بآلاف الأسماك تطفو على سطح «بحيرة» صهريج السواني المجاور للمدينة العتيقة، لتعلن حالة نفوق جماعي أصاب أسماك هذا الصهريج في ملابسات غامضة. ويزور الآلاف من السياح هذه المزارة المجاورة لمستودع تاريخي كان السلطان مولاي اسماعيل يتخذه إسطبلا لخيوله. ويوجد هذا الموقع ضمن خريطة المحطات السياحية التي تمر منها جل القوافل السياحية الوافدة على المدينة. وخلفت الروائح الكريهة التي كانت تنبعث من الصهريج استياء كبيرا لدى عدد من السياح، فيما لم يسجل تدخل آني للسلطات المحلية من أجل مواجهة هذه «الكارثة» البيئية التي حلت ب»الصهريج». ورجحت المصادر أن يكون بعض ملاكي الضيعات المجاورة قد قاموا بغسل آلات وحاويات للمبيدات الفلاحية في أحد الأنهار المجاورة، خاصة وادي بوفكران الذي يعتبر مزودا رئيسا للصهريج بالماء. وحسب نفس المصادر، فإنها ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها ملاكو الضيعات الفلاحية في مثل هاته الكوارث، بل إن الظاهرة أصبحت تتكرر كل سنة وفي نفس الفترة، حيث وقع نفس الشيء السنة الفارطة بعدما قام أحد كبار الفلاحين بالمنطقة بغسل حاويات المبيدات في نهر بوفكران على مستوى جماعة الحاج قدور مما تسبب في نفوق الأسماك وإصابة بعض الأطفال بتقرحات جلدية بعد استحمامهم في الوادي. وفي السياق ذاته، تعرض «كراب» الصهريج، وهو عبارة عن تمثال نحاسي يزين الفضاء المحاذي للصهريج، لسرقة عدد من أجزائه، دون أن يخلف ذلك أي إجراءات لحمايته، واسترجاع ما ضاع من جسد هذا «الكراب» الذي يقف معلنا عن ترحيبه بالضيوف. فقد تعرضت «حقيبة كراب الصهريج» للسرقة، كما تعرضت إحدى يديه كذلك ل«الاختطاف». وأشارت المصادر إلى أن بائعي النحاس في السوق السوداء هم من يقفون وراء هذه العملية «الإجرامية». وصنف صهريج السواني ضمن التراث الإنساني العالمي من طرف منظمة اليونسكو. وقد رجعت إليه المياه بتدخل من الملك محمد السادس سنة 2007 بعدما تسبب الاستعمال المفرط لمياه وادي بوفكران في السقي في جفاف الصهريج وهو ما دفع بالسلطات المحلية اَنذاك إلى منع استعمال تلك المياه في سقي الضيعات المجاورة.