حذرت فعاليات جمعوية في إقليمالناظور من كارثة بيئية حقيقية تتهدد المناطق المحاذية لوادي ملوية بعدما لوحظ «نفوق أعداد كبيرة من الأسماك على امتداد كيلومترات من الوادي الذي يعد أحد أكبر المجاري المائية في المغرب». ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، كما تشير إلى ذلك مصادر «المساء»، بل «عاين الكثير من سكان المناطق المجاورة للنهر نفوق قطعان من الماشية التي ترتوي من النهر، بالإضافة إلى أن أراضي الفلاحين تضررت بشكل كبير نظرا إلى اعتمادها على مياه النهر». وإذا كان السكان المتضررون من هذه الكارثة البيئية الخطيرة يجهلون، إلى حدود الآن، الأسباب التي أدت إلى حدوث ذلك، فإن الكثير من الجمعيات البيئية الناشطة على طول وادي ملوية، وفي مقدمتها جمعية البيئة والناس، تشير بأصابع الاتهام إلى شركة متخصصة في صناعة السكر والتي يوجد مقرها في إقليمالناظور. وعبر العديد من السكان بإقليم زايو، في تصريحات متطابقة ل«المساء»، عن استغرابهم ما حدث و«الذي جاء بشكل مفاجئ، ولم نكتشف أن مياه الوادي ملوثة إلا بعد أن بدأت تظهر على قطعان مواشينا أعراض مرضية خطيرة تمنعها من الحركة وأخذت في النفوق، بالإضافة إلى أنه لاحظنا خلال الأيام الأخيرة موت أعداد كبيرة من الأسماك الموجودة في النهر»، مضيفين في نفس السياق أن «اعتمادنا على مياه النهر في ري أراضينا الفلاحية بات يهدد المحاصيل الزراعية، وباتت هذه الكارثة تهدد كذلك مواردنا الاقتصادية الأساسية، وكل ذلك يحدث في ظل صمت السلطات التي طالبناها أكثر من مرة بضرورة تعويضنا عن الخسائر التي تكبدناها والمقدرة بالملايين». إلى ذلك، علمت «المساء» من مصادر مطلعة أن السلطات الإقليمية، متمثلة في الدرك الملكي وعمالة إقليمالناظور، سارعت إلى إجراء الأبحاث الأولية لمعرفة الأسباب الحقيقية الكامنة وراء حدوث هذه «الكارثة البيئية الخطيرة»، لكن العديد من الجمعيات البيئية عبرت عن «استيائها» من تأخر الإعلان عن النتائج التي توصلت إليها الأبحاث المخبرية التي أجريت على مياه الوادي، وسجلت الجمعيات البيئية كذلك تخوفها من إمكانية «ترويج الأسماك النافقة التي من المحتمل أن تكون قد أصيبت بمواد سامة، علاوة على أن هذه الفترة يتم فيها توزيع المنتوجات الفلاحية التي تسقى من الوادي، الأمر الذي ينذر بوقوع تسممات واسعة على مستوى المناطق التي توزع فيها هذه المواد».