أكدت دراسة لباحثين جامعيين بريطانيين حول إشكالية الفيضانات في جل بقاع العالم أن الدارالبيضاء من المدن الأكثر تهديدا بالفيضانات. وركزت الدراسة، المُموَّلة من قِبَل الحكومة الهولندية، على مجموعة من العوامل التي تجعل خطر الفيضانات يُهدّد المدن، ومن بينها المؤشرات المتعلقة بالبنيات التحتية. وزكت دراسة هؤلاء الباحثين دراسة سابقة للبنك الدولي، كانت قد أكدت أن الدارالبيضاء وساحل أبي رقراق يوجدان ضمن المدن المهددة بمخاطر الكوارث الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية، بما في ذلك الزنزال والمد البحري. وكانت الدارالبيضاء قد عرفت، في نوبر 2011، فيضانات اجتاحت العديد من مناطقها، أعادت من جديد طرح السبل الكفيلة بتجنب المدينة كوارث جديدة متعلقة بالفيضانات، خاصة أن هذه الفيضانات تسببت في وقوع خسائر كثيرة لمجموعة من المواطنين، وتم التأكيد -حينها- أن كمية الأمطار التي تساقطت على المدينة فاقت الطاقة الاستيعابية لقنوات الصرف الصحي. وقد تسببت هذه الفيضانات في حالة «بلوكاج» دامت أزيدَ من سنة في مجلس المدينة، بعدما تشبّث أعضاء المجلس بضروة حضور المدير السابق لشركة «ليدك» أشغالَ الدورة الاستثنائية من أجل إحاطة مكونات المجلس بالأسباب التي أدت إلى وقوع هذه الكارثة. وكانت المدينة قد عاشت، في سنة 1996، ظروفاً مشابهة في عمالة مقاطعة الفداء -مرس السلطان، ما حذا بالسلطات إلى الإسراع بالتدبير المفوض لقطاع التطهير السائل والماء والكهرباء، ولكن هذه الخطوة لم تكن كافية لتجنيب المدينة خطر الفيضانات. وشدّد الباحثون البرياطنيون على ضرورة الإنذار المبكر وعدم تجاهل الدراسات العلمية من أجل تجنب وقوع هذه الكوارث في المناطق المهددة بها.