كشفت دراسة متعددة الاختصاصات عن قائمة تحدد عددا من المناطق عبر العالم ومن بينها المدن الساحلية التي تعد أكثر عرضة لخطر الفيضانات وذلك نتيجة للتغيرات المناخية المختلفة. الدراسة التي مولتها السلطات الهولندية والتي أشرف عليها باحثون بريطانيون وايرلنديون حلّلت قرابة 19 مؤشرا والتي مكنت من الوقوف عند أسماء عدة مدن مهددة باجتياح المياه والتي كانت من بينها مدينة الدارالبيضاء. عوامل جغرافية وأخرى مرتبطة بالبنيات التحتية، بالإضافة إلى مؤشرات أخرى انكب الباحثون على دراستها وتحليلها والتي أفضت إلى تصنيف العاصمة الاقتصادية ضمن سلسلة المواقع المهددة بالفيضانات وهو الأمر الذي يعد مؤشرا خطيرا بالنظر إلى وضع المدينة الجغرافي، الاقتصادي، العمراني والسكاني، إذ شددت الدراسة على أن الغاية منها هي دق ناقوس الخطر حتى يتسنى اتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية اللازمة وتوفير التجهيزات المناسبة للتدخل قصد تخفيف الأضرار في حال وقوع حادي من هذا القبيل. وكانت دراسات أخرى أجريت في نفس الصدد قد أشارت إلى أن جزر المالديف، قمة كيلمنجارو الجليدية، الاسكندرية، طوكيو، هولندا، نيويورك ... ومناطق أخرى، بعضها مهدد بالفيضانات والبعض الآخر مهدد بالزوال بشكل نهائي، ومن بينها دراسة ل «ناتورال هازارد» التي تحدثت عن دراسة مماثلة في هذا الباب حضرت فيها الدارالبيضاء، هذا في الوقت الذي نصح في موقع «اوبن ترافل» «الأسفار المفتوحة» السياح بزيارة عدد من المناطق المعنية بالفيضانات وذلك قبل زوالها. وفي سياق متصل كانت دراسة للبنك الدولي قد أكدت أواسط السنة الفارطة على أن مدينة الدار البيضاء وضفتي أبي رقراق يوجدان ضمن مدن في شمال إفريقيا، مهددة بمخاطر الكوارث الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية، السيول واشتداد حدة العواصف وتآكل السواحل. ووضعت الدراسة هذه السواحل ضمن ثاني أشد مناطق العالم تعرضا لآثار تغير المناخ، مبرزة أن ارتفاع معدلات التوسع العمراني الحضري والنمو السكاني، يزيد من حدة هذه المخاطر، الشيء الذي يضع المزيد من الأرواح ومصادر الرزق والمباني لخطر الكوارث الطبيعية والتقلبات المناخية. وأوضحت ذات الدراسة بأن مدينة الدار البيضاء ستعاني من مشكلات تآكل السواحل وتزايد السيول، مع ما سيترتب عن ذلك من تداعيات فيما يتعلق بقدرات الاستيعاب والتصريف، مشيرة إلى أن بعض أطراف المدينة الداخلية ستكون معرضة للمياه والأمواج المرتفعة.