في سابقة من نوعها، وجهت وكالة المغرب العربي للأبناء، المعروفة اختصارا ب«لاماب» انتقادات مثيرة للخرجات الإعلامية لرئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، على لسان عدد من المواطنين والأساتذة والباحثين. وقطرت الوكالة الكثير من الشمع على بنكيران واتهمته بممارسة الشعبوية في قصاصة نشرتها، أمس، تحت عنوان «خطب السيد بنكيران وخرجاته الإعلامية.. تواصل سياسي أم شعبوية». واستغلت الوكالة، التي يديرها خليل الهاشمي الإدريسي، تحت وصاية وزير الاتصال مصطفى الخلفي، الخرجة الإعلامية لرئيس الحكومة يوم سادس يونيو الماضي للدفاع عن قرار الحكومة القاضي بالزيادة في أسعار المحروقات، وقالت الوكالة في هذا السياق إن تصريحات بنكيران «شعبوية» أكثر منها رصينة ومقنعة، مضيفة أنه في الوقت الذي يعتقد البعض أن بنكيران يتحدث لغة مفهومة وبسيطة وسلسة و«قريبة من الشعب»، فإن البعض الآخر يرون خطابه في الجوهر «غيرَ مقنع وشعبويا ومتسرعا»، واستندت الوكالة في اتهامها لبنكيران بالشعبوية إلى تعليقات أحد المشاهدين على موقع «فايسبوك» تساءل فيها: «كيف لا تؤثر الزيادة في أسعار النقل العمومي؟ هل صارت الحافلات تسير بالماء؟».. كما تطرقت قصاصة الوكالة للخرجة الإعلامية لرئيس الحكومة على قناة «الجزيرة» عندما حلّ ضيفا على برنامج «بلا حدود»، الذي يقدمه الإعلامي أحمد منصور، والتي أثارت موجة من ردود الفعل المختلفة، خصوصا عندما قال، متحدثا عما يسمى لوبيات الفساد: «عفا الله عما سلف»، معتبرة أن صيت القناة ووزنها داخل العالم العربي جعل الأمور تصير أعقدَ هذه المرة والاختلاف يصير أكثرَ حدة. ولم تضيّع الوكالة الفرصة للإشارة، في السياق ذاته، إلى ما راج في موقع «فايسبوك»٬ حيث ابتكر بعض أعضاء الصفحات السياسية الساخرة صورة تحاكي صورة ممثلي المسلسل الكوميدي المصري «فرقة ناجي عطا الله»٬ مع استبدال صور الممثلين في هذا المسلسل بصور بنكيران وبعض الوزراء في الحكومة مع تحويل العنوان إلى «فرقة عفا الله»٬ في إشارة ساخرة إلى تصريح بنكيران. وردا على ما جاءت به وكالة المغرب العربي للأنباء، قال القيادي في العدالة والتنمية عبد الله بوانو «إن القصاصة التي نشرتها الوكالة تؤشر على انتقال مناهضي حكومة بنكيران من مرحلة الضرب تحت الحزام إلى مرحلة المواجهة المباشرة»، مشيرا إلى أن «مضمون القصاصة يؤكد وجود سيناريوهات مطبوخة للنيل من شعبية بنكيران وحكومته». وأوضح قيادي العدالة والتنمية أن «هذه السيناريوهات انطلقت مع الأزمة المُفتعَلة بخصوص دفاتر التحملات لتتوج بهذه الخرجة الإعلامية غير المحسوبة»، معتبرا أن «وكالة المغرب العربي للأنباء مؤسسة إعلامية من المفروض أن تكون خاضعة للحكومة، وبالتالي فالتساؤل المطروح حاليا هو من يحرك هذه الوكالة؟»..