جرت مراسيم حفل الولاء والبيعة، الذي أقيم مساء أول أمس الثلاثاء بالقصر الملكي بالرباط، بمناسبة الذكرى ال13 لتربع الملك محمد السادس على العرش، في ظروف مخففة بعد أن عمل القائمون عليها على اختصارها وتبسيطها. وجرت مراسيم حفل الولاء، الذي أثار هذه السنة الكثير من الجدل، في مدة وجيزة لم تتجاوز 15 دقيقة خلافا لما كان معمولا به في السابق. وتقدم ممثلو وأعيان جهات المملكة لتأدية طقوس الركوع أمام الملك وهو على صهوة جواده. وكان لافتا للانتباه أن الحاضرين في حفل الولاء تم توزيعهم إلى ثلاث فئات ضمت ممثلي كل الجهات على غير العادة، فيما اكتفى أعضاء الحكومة، وضمنهم وزراء العدالة والتنمية، بانحناءة خفيفة بدون ركوع كما كان متوقعا. وتقدم امحند العنصر، وزير الداخلية، وولاة وعمال المملكة صفوف المشاركين في حفل الولاء والبيعة، لتأدية طقوس الولاء من خلال الركوع ثلاث مرات مع ترديد عبارات من قبيل «الله يعاونكم قال ليكم سيدي»، و«الله يصلحكم قال ليكم سيدي»، و«الله يرضي عليكم قال ليكم سيدي»، مع كل «ركعة» من «الركعات» الثلاث. إلى ذلك، قال محمد أوزين، الوزير الحركي، الذي اصطف إلى جانب الوزير الإسلامي عزيز الرباح وشاركه الانحناءة أثناء مرور الموكب الملكي، ل»المساء»:» استقبلنا، كحكومة، صاحب الجلالة بالتصفيق وانحنينا له انحناءة إجلال وتقدير واحترام وطاعة لأمير المؤمنين. الركوع لله سبحانه وتعالى، ولكننا ننحني للملك إجلالا وتقديرا»، مضيفا أن النقاش الذي أثاره البعض، خاصة على صفحات ال»فيس بوك» والمواقع الإلكترونية حول طقوس حفل الولاء، نقاش خاطئ». وحسب وزير الشبيبة والرياضة: «ليست هذه أول مرة يجري فيها هذا الطقس، وهو ما يطرح علامات استفهام بشأن توقيت طرحه، والجهات التي تطرحه، وهل هناك إجماع للمغاربة على ذلك أم أنها مجرد أصوات منفردة؟» وتابع أوزين قائلا:»ينبغي أن نحافظ على طقوسنا وعاداتنا. خليونا مغاربة أحرار، والأعمال بالنيات، واش بغيتونا نجيبو مقياس لقياس درجة الانحناء؟ اليابان نفسها، التي توجد على رأس الدول التي تقود الثورة الرقمية، ما زالت تحافظ على عراقتها وعاداتها، ومن بينها الانحناءة للغير حتى من غير المواطنين». إلى ذلك، اختارت وزارة الداخلية، التي تكفلت بأداء مصاريف تموين حفل الولاء، أربعة ممونين من أكبر مموني الحفلات بالمملكة من أجل إطعام المشاركين في الحفل وتوفير ثلاث وجبات تضمنت الفطور والغداء والعشاء. وحسب مصادرنا، فقد كلف كل ممون بتحضير 120 مائدة باستثناء ممون كلف بإعداد 180 مائدة. وتشكلت المأكولات من «المشوي» والدجاج البلدي والمثلجات والفواكه. من جهة أخرى، سجلت حالات إغماء في صفوف المشاركين في حفل الولاء، بسبب ارتفاع درجة الحرارة، استوجبت نقل بعضهم في سيارات الإسعاف إلى المستشفيات، فيما تم استقدام العديد من رجال الأمن والقوات المساعدة من مناطق مختلفة من المغرب للسهر على تأمين الحفل.