أكد مسؤولون بشركة ريضال، التي تتولى التدبير المفوض لقطاع الماء والكهرباء بكل من الرباطوسلا وتمارة، أن الرائحة التي تميز المياه في الآونة الأخيرة لا علاقة بالإشاعات التي تتحدث عن وجود حيوانات نافقة ببحيرة سد سيدي محمد بن عبد الله، وهي الإشاعات التي انتشرت بقوة، خاصة بمدينة سلا، بعد أن أحس عدد كبير من السكان برائحة كريهة وطعم غير مستساغ بالماء المخصص للشرب. وأوضح مسؤلو الشركة، خلال لقاء صحفي عقد أول أمس، أن مشكل الرائحة والطعم اللذين كانا موضوع العشرات من الشكايات مرشح للاختفاء بمجرد حدوث تساقطات مطرية، وقال محمد ياسين، مدير الماء والتطهير بريضال، إن مدن الرباطوسلا عرفت أمرا مماثلا سنة 1994 في ظاهرة امتدت لسنتين نتيجة موجة الجفاف التي أثرت على مستوى المياه ببحيرة السد. وكشف المسؤول ذاته أن مضمون الشكايات التي توصلت بها ريضال تمت إحالتها على المكتب الوطني للماء الذي يقوم ببيع الماء للشركة، حيث تم اللجوء فيما بعد إلى أخذ عدد من العينات من طرف المكتب الوطني للماء وتحديد المواقع المائية داخل بحيرة السد، قبل مباشرة معالجة المياه بالكاربون المكثف مع اللجوء إلى نوع من الأسماك التي تساعد على تطهير بحيرة السد من الترسبات التي من شأنها التأثير على جودة المياه،علما أن مشكل الرائحة الكريهة يقتصر على أحياء دون غيرها، وهي الأحياء التي تتزود بالماء من بحيرة السد الذي يؤمن 85 في المائة من احتياجات ساكنة مدينة سلا بالماء، فيما 15 في المائة البقاية يتم تأمينها من «الفوارات» بالقنيطرة. وأشار المسؤول نفسه إلى أن الرائحة الحالية الموجودة في الماء ناجمة عن ظاهرة طبيعية مرتبطة بنمو كثيف للطحالب بقاع بحيرة السد موازاة مع ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض منسوب بحيرة السد. وكشف أن شركة ريضال تقوم بإجراء حوالي 52 اختبار على عينات الماء للتأكد من مطابقتها للمعايير المعمول بها، مؤكدا أن الماء الذي تتزود بها مدن الرباطوسلا وتمارة صالح للشرب وليست له أي انعكاسات صحية على المستهلك.