استقبل سعد الدين العثماني، وزير الخارجية والتعاون، قبل أيام ببيته بمدينة سلا، صامويل كابلان، السفير الأمريكي رفقة زوجته سيلفيا، التي تشتغل في عالم المطاعم، بحضور عدد من أطر وزارة الخارجية والسفارة الأمريكيةبالرباط. وكشفت مصادر «المساء» أن العثماني أقام مأدبة إفطار رمضاني على شرف السفير الأمريكي، الذي كان قد قاطع المؤتمر السابع لحزب العدالة والتنمية بسبب عدم رضا واشنطن عن استضافة إخوان عبد الإله بنكيران لخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، المصنفة أمريكيا في خانة المنظمات الإرهابية، مشيرة إلى أن نقاشات الوزير الإسلامي والسفير الأمريكي انصبت بدرجة أساسية حول العلاقات المغربية الأمريكية، التي مرت في الأسابيع الماضية بفترة برود بعد إقدام المغرب على سحب الثقة من الأمريكي كريسوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية. وحسب المصادر ذاتها، فإن السفير الأمريكي أكد للعثماني على مبدئية مواقف بلاده من قضية الصحراء والشراكة الاستراتيجية مع الرباط، مشيرة إلى أن اللقاء كان رسالة واضحة بعودة الدفء والدينامية إلى العلاقات الأمريكية المغربية بعد سحابة الصيف التي أثارها سحب الثقة من روس. وفيما لم يستبعد مصدر حزبي، طلب عدم ذكر اسمه، أن يكون العثماني قد أثار مع صامويل استضافة حزب العدالة والتنمية لمشعل خلال مؤتمره الأخير وتخصيص بعض أفراد الحراسة الخاصة بالملك محمد السادس لمرافقة زعيم حماس بالمغرب، بل البقاء بجانبه إلى حين وصوله إلى القاهرة، كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة أن هناك نقاشا يدور حاليا حول مواعيد جديدة واتفاق للشراكة الاستراتيجية بين الرباطوواشنطن. ووفق المصادر ذاتها، فإن «تشابك المصالح بين أمريكا والمغرب قوي إلى درجة أن بعض الخلافات التي قد تظهر على السطح بين الفينة والأخرى تبقى مجرد سحابة صيف ولا يمكنها إطلاقا أن تضر بالمصالح الاستراتيجية بين البلدين. وبعبارة أدق، فإن الخلاف مع أمريكا أصبح من الماضي»، مشيرة إلى أن المغرب يبدي تفهمه للموقف الأمريكي من سحب الرباط الثقة من روس، وهو الموقف النابع من كونه أمريكيا أولا وثانيا لوجود أصدقاء له في الإدارة الحالية. إلى ذلك، أقرت المصادر المذكورة أن الجانب الأمريكي مارس «ضغوطات» وقاد تحركات ضد المغرب، فيما يبدو محاولة ل«تأديبه» على فعلته، من خلال دفع مجموعة «أصدقاء الأمين العام للأمم المتحدة»، المشكلة من فرنسا وبريطانيا وأمريكا وروسيا، بالإضافة إلى إسبانيا، إلى تبني موقف مناهض للمغرب بسبب سحب ثقته من الدبلوماسي الأمريكي، غير أن التحركات التي باشرتها الرباط في اتجاه الفرنسيين والروس أفشلت مساعي واشنطن، ودفعت في اتجاه عودة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها. من جهة أخرى، كشفت مصادر»المساء» أن المسؤولين المغاربة تلقوا تأكيدات من نظرائهم الأمريكيين بأن موقف واشنطن من قضية الصحراء لن يتغير، مشيرة إلى أن الجانب الأمريكي أبدى خلال لقاءاته بالدبلوماسيين المغاربة استغرابه من القلق المغربي، رغم أنه في موقع قوة . وفي الوقت الذي ينتظر أن يعين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال الأيام القادمة، وقبل انعقاد الجمع العام للأمم المتحدة، مبعوثا أمميا جديدا إلى الصحراء، كشفت مصادرنا أن الجانب الأمريكي غير مستعد بعد تجربة روس لتعيين وسيط أممي من جنسية أمريكية، مما يجعل المبعوث الخاص القادم من جنسية أوروبية. وفي سياق متصل، ذكر مصدر دبلوماسي أن الرباط تلقت مئات طلبات الالتحاق بالمغرب من قبل الصحراويين في مخيمات تندوف بالجزائر، مضيفا أنها أرجأت ذلك إلى وقت لاحق لتجنب بعض المشاكل التي قد تحدث كما كان الأمر خلال ما عرف بفضيحة اكجيجمات، التي تورط فيها خليهن ولد الرشيد، رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، الذي كان قد نسق مع الموريتاني حمادة ولد الدرويش، مدير عام سابق لميناء نواذيبو لعودة نحو 250 موريتانيا إلى المغرب بدعوى انتمائهم القبلي للصحراء، قبيلة أولاد موسى، حيث استفادوا من منازل باعوها وعادوا أدراجهم للعيش في الجارة الجنوبية.