غزت في شهر رمضان الجاري أغلب الأسواق الشعبية في مدينة آسفي لحوم حمراء آسيوية مجهولة المصدر، وقالت أنباء ذات صلة إن تلك اللحوم يجري تهريبها من بواخر تجارية عابرة للقارات تدخل الميناء التجاري للمدينة، ويتم شراؤها أو مقايضتها بسلع مختلفة بين عناصر من أطقم البواخر وتجار الذبيحة السرية واللحوم المهربة. وكشفت معطيات ذات صلة أن تلك اللحوم الحمراء تعرف إقبالا من قبل المواطنين نظرا لثمنها المنخفض بعد أن تصبح «ساندويتشات»، حيث لا تتجاوز في أغلب الأحيان 25 درهما للكيلوغرام الواحد، قبل أن تباع للمواطنين في شكل لحم مفروم أو مأكولات جاهزة، كما أن كميات ضخمة من هذه اللحوم الآسيوية المهربة يجري تسويقها على نطاق جد واسع لدى عدد من محلات الجزارة و«الشوايات» والعربات المجرورة التي تبيعها في شكل كفتة مخلوطة بالتوابل لحجب مذاقها ورائحتها الأصلية. وانتشرت بالتوازي مع شيوع ظاهرة اللحوم المهربة من الميناء المئات من العربات المجرورة التي تبيع هذه اللحوم الرخيصة وغير الخاضعة للمراقبة الصحية في شكل مأكولات خفيفة بأثمان بخسة تتراوح بين 4 و 7 دراهم في ساحة سيدي بوذهب وكورنيش أموني وساحة الاستقلال وشارع الرباط وشارع إدريس بناصر وسوق بياضة وسوق اعزيب الدرعي وحي الكورس، وحتى في قلب المدينةالجديدة بساحة محمد الخامس. وتغيب خلال شهر رمضان بشكل كلي لجان مراقة الأسعار ومكافحة الغش والمراقبة الصحية التابعة لعمالة آسفي، فيما تكتفي السلطات المحلية بتأمين الشوارع التي تحتلها عربات الجر عبر منع حركة السير والجولان ووضع حواجز حديدية لمنع حركة المرور، في وقت أشار فيه مصدر طبي في حديثه ل ل«المساء» إلى أن تلك اللحوم تعتبر في حكم الفاسدة لكونها مجهولة المصدر وغير خاضعة للمراقبة الصحية ومشكوك في ظروف حفظها وسلامتها، كما لا يستبعد أن تكون لحوما للكلاب أو لحيوانات أخرى، باعتبار أن الآسيويين يقبلون على ذبح الكلاب وتناول لحومها. وقالت مصادر على اطلاع إن عدد من البواخر التجارية العالمية التي تدخل ميناء آسفي تعمد إلى التخلص من بعض المواد الغذائية التي فقدت جودتها وطراوتها خلال رحلاتها البحرية الطويلة، مضيفة أن عناصر من أطقم تلك البواخر يعمدون إلى مقايضتها بالفواكه أو بأثمان بخسة أو بسلع أخرى مختلفة من السوق المحلية، قبل أن يجري تسويق هذه اللحوم الفاسدة عبر شبكات على نطاق واسع لدى بعض محلات الجزارة و»الشوايات» العشوائية التي انتشرت في كل أحياء آسفي أو عبر عربات الجر التي تغزو شوارع المدينة بدون رخص وبدون مراقبة صحية من السلطات المحلية.