هرعت مصالح السلطة المحلية بالملحقة الإدارية العاشرة بدرب غلف، التابعة للنفوذ الترابي لعمالة مقاطعات الدارالبيضاء آنفا، ومعها السلطات الأمنية والمصالح الجماعية، بعد ظهر السبت، إلى إحدى زوايا منطقة حي درب غلف، وذلك عقب توصلها بمعلومة تفيد العثور على «هيكل عظمي» لرأس يشتبه أنه لحمار كان مرميا بالشارع العام ! وفور انتقالهاإلى مكان الحادث، وقفت هذه المصالح على جمجمتين لم يتم التمييز بينهما، إن كانتا لحمارين أم لحصانين ، ولو أن فرضية الحمارين ظلت قائمة. إلا أن اللافت للانتباه أنهما كانتا خاليتين من أي قطعة لحم أو للجلد، والأكثر من ذلك أنه تم سلخ العظام عن اللحم بطريقة محترفة تبين أن الفاعل أو الفاعلين يحترفون الجزارة ! خبر العثور على «الرأسين» انتشر ، كما تنتشر النار في الهشيم ، وخلف حالة من الاستياء في أوساط المواطنين الذين اعتبروا أن هذه الواقعة قد تكون إحدى حلقات سلسلة اللحوم الفاسدة وغير القابلة للأكل، والتي يتم تسويقها وإعادة بيعها ضمن وجبات بعض باعة المأكولات الخفيفة والسندويتشات على متن العربات اليدوية المجرورة، وأبدوا تخوفهم من انتقال العدوى إلى محلات لبيع هذه المأكولات وللمطاعم، مطالبين بتشديد المراقبة والعمل على الحفاظ على سلامة صحة المستهلكين. وفي السياق ذاته، خلف الحادث استياء عدد من الجزارين بدرب غلف، معتبرين أن هذه الواقعة ستؤثر على نشاطهم التجاري، وهو النشاط الذي لا يسلم من انتقادات، خاصة مع كميات اللحوم والذبائح والعجول والخرفان المريضة التي يتم حجزها في إطار حملات المصالح الترابية والأمنية والبيطرية، والتي هي عبارة عن ذبائح سرية غير سليمة يتم تسويقها وبيعها للمواطنين. هذا وقد تم نقل «الجمجمتين » إلى المصالح البيطرية من أجل تحديد «هويتهما»، فيما فتحت المصالح المعنية تحقيقا في الموضوع .