خيبت رياضة التايكواندو الآمال المعقودة عليها رسميا وشعبيا لكي تكون أحد الرياضات الصاعدة لمنصة التتويج في دورة لندن 2012 الأولمبية، بعد أن ودعت النسخة الثلاثين بدون أي فوز وبخروج من الدور الأول. ولم تخرج وئام ديسلام (24 عاما) بطلة إفريقيا والمصنفة رابعة عالميا عن القاعدة أول أمس السبت وانهزمت منذ الدور الأول لوزن أزيد من 67 كيلوغرام أمام ثالث تصفيات قارة أمريكا الكوبية غير المصنفة هيرنانديز غلينيز بالنقطة الذهبية 1-0 إثر انتهاء الوقت الأصلي للمباراة التي احتضنتها القاعة المغطاة الجنوبية الأولى بمجمع إيكسيل بلندن بالتعادل 1-1. وتقدمت وئام -التي حملت العلم المغربي في افتتاح الألعاب الأولمبية- في الشوط الأول 1-0، لكن البطلة الكوبية أدركت التعادل بفوزها بالشوط الثاني بنفس النتيجة ليسود التكافؤ بدون أي نقاط في الشوط الثالث مما فرض اللجوء لشوط رابع حاسم كان لفائدة ممثلة كوبا. وعكس زميليها سناء أتبرور (أقل من 49 كلغ)و عصام الشرنوبي (أقل من 80 كلغ) فإن منافسة ديسلام تمكنت من بلوغ نصف النهاية لتنهزم أمام الفرنسية غراف 6-4 بعد أن كانت تفوقت في ربع النهائي على الأوكرانية مارينا كونييفا 16-2، لكنها رغم ذلك فشلت في الفوز بالميدالية البرونزية بخسارتها في مباراة الاستدراك أمام المكسيكية ماريا إسبينوزا 4-2 بينما ذهب اللقب للصربية ميليسا مانديتش بعد فوزها على الفرنسية آن كارولين غراف 9-7. وأرجع حسن الاسماعيلي المدرب الرئيسي للمنتخب الوطني خسارة وئام للمباراة لنقص تجربتها وتحفظها الدفاعي المبالغ فيه حسب قوله في تصريحات صحفية بلندن حين قال»» المباراة كانت متقاربة المستوى، والكوبية كانت أسرع. خطأ ديسلام كان في التحفظ الهجومي، فقد لعبت بطريقة دفاعية... أعتقد أنها كانت ستسجل نقاطا كثيرة في ظل النظام القديم لاحتساب النقاط. قامت ببعض الركلات التي لم يحتسبها النظام الالكتروني الجديد».» وأضاف: «الامتياز كان لفائدة وئام قبل التعادل في النتيجة، لكن تدخلاتها لم تكن فعالة وافتقدت إلى الدقة بالرغم من المحاولات الكثيرة التي أتيحت لها قبل اللجوء إلى الجولة الحاسمة علما أنها المرة الأولى لها في الألعاب الأولمبية وكل شيء كان مختلفا، الجمهور، الأضواء والأجواء». وعن سبب السقوط المتتالي للأبطال المغاربة رغم تصنيفهم العالمي الجيد تابع الإسماعيلي» صحيح أن الأبطال المغاربة مصنفون عالميا بشكل جيد لكن الوضع يكون مختلفا في الألعاب الأولمبية حيث ينبني الفوز على تفاصيل صغيرة ونسبة عالية من التركيز». وسبق لعصام الشرنوبي المصنف ثانيا عالميا أن ودع بدوره من الدور الأول لوزن أقل من 80 كيلوغرام أول أمس الجمعة أمام بطل أفغاني مغمور يدعى ناصر أحمد بهاوي بالنقاط 4-3، علما أن عصام كان متقدما مع نهاية الشوط الثاني 3-2 لكنه ارتكب خطأين في الشوط الثالث لتسحب منه نقطة وتمنح لمنافسه الذي توقف مشواره في الدور الموالي بخسارة مدوية 9-1 أمام الأرجنتيني سيباستيان كريسمانيش إدواردو الذي فاز لاحقا بلقب هذا الوزن بعد فوزه الصعب في النهائي على الإسباني نيكولا غارسيا هيم 1-0. وكانت سناء أتبرور رابعة العالم قد انهزمت من الدور الأول لوزن أقل من 49 كيلوغرام يوم الأربعاء الماضي 1-0 أمام الأرجنتينية كارولا لوبيز رودريغيز التي توقف مسارها في اللقاء الموالي أمام الكرواتية لوسيجا زانينوفيتش 13-4. وتعتبر هذه أسوأ مشاركة للمغرب في نهائيات الألعاب الأولمبية -رغم أن الفريق استفاد من أموال طائلة ومعسكرات طويلة وعريضة داخليا وخارجيا -منذ أن كانت رياضة التايكواندو استعراضية بدورة برشلونة 1992 حين بلغت حفيظة الواصيف نصف نهائي وزن أقل من 60 كيلوغرام، كما أن البطل يونس السقاط وزميلته مونية بوركيك بلغا الدور ربع النهائي بأولمبياد سيدني 2000 بعد فوزهما في ثمن النهائي وخسارتهما في لقاء الترضية لنيل البرونز ليحتلا معا المركز الخامس بينما ودعت مريم بيداني من الدور الأول. وحقق عبد القادر الزروري ومنى بنعبد الرسول نفس الإنجاز في دورة أثينا 2004 ببلوغهما ربع النهائي واحتلالهما على التوالي المركزين 5 و9 بينما ودعت منية بوركيك من الدور الأول. وفي دورة بكين 2008 تأهل الزروري لربع النهائي قبل أن ينهزم أمام بطل يوناني لينتقل لدور الترضية بينما حرم قرار تحكيمي جائر البطلة منى بنعبد الرسول من التأهل لنصف النهائي بعد أن قرر خسارتها بقرار تحكيمي في ربع النهائي أمام الفرنسية كولاديس بعد أن كانت قد تفوقت في الدور الأول على اليابانية يوريكو أوكاموتو.