لم يجد نور الدين بنعبد النبي كاتب عام وأمين مال اللجنة الأولمبية من كلمات يتحدث بها عن حصيلة المشاركة المغربية في أولمبياد لندن، أثناء لقائه بالصحفيين المغاربة المعتمدين هناك سوى تأكيده أن النتائج كانت مفاجئة ومخيبة وغير متوقعة، وأن اللجنة الأولمبية وفرت جميع الإمكانيات للجامعات ليحقق رياضيوها نتائج جيدة. بدا بنعبد النبي كمن يرغب في أن يبعد المسؤولية عن اللجنة الأولمبية، ولجنة رياضيي الصفوة التي صرفت 13 مليار سنتيم دون أن تكون النتائج في مستوى التطلعات. إن هناك أطرافا كثيرة تتحمل مسؤولية إخفاق لندن بينها بطبيعة الحال اللجنة الأولمبية، لكن الأخطر اليوم ليس هو الفشل، ولكنه العناد الذي يبديه بعض المسؤولين، ورغبتهم الملحة في البحث عن مشجب يعلقون عليه أخطاء تدبير الرياضة المغربية إداريا وتقنيا. أن يقول بنعبد النبي إن النتائج مفاجئة، فهذا دليل على أن الرجل لا يتابع ربما ما يجري في الرياضة العالمية، وكيف أن الدول تعمل باستمرار وتطور نظم عملها وتجرب وصفات النجاح. لقد قلنا قبل انطلاقة الألعاب إن النتائج لن تكون في المستوى، وأن أولمبياد ريودي جانيرو 2016 التي ستجري بالبرازيل على الأبواب، وأن هناك خشية من أن يدرك الوقت مرة أخرى الرياضة المغربية، فكيف يقول بنعبد النبي إن النتائج المحققة حتى اللحظة مفاجئة، ولم تكن متوقعة. إن البلدان التي تشارك في الأولمبياد وقبل أن تشد الرحال إلى مكان احتضان الألعاب تحدد أهدافها بدقة، وعدد الميداليات التي تراهن على الحصول عليها، أما نحن فعندما طرح السؤال على مسؤولي اللجنة الأولمبية والوزارة في الندوة الصحفية التي عقدت بالرباط قبل انطلاق الألعاب، لم تخرج الأجوبة عن نطاق الأمنيات والمتمنيات وطلب الدعوات للمشاركين بالتوفيق، مع أن الرياضة اليوم هي علم قائم الذات، ونسبة تحقيق المفاجآت أصبحت ضئيلة جدا. إن أحد أسباب نكسة الرياضة المغربية في الأولمبياد هو وجود نوعية من المسيرين، لا ترى في الهيئات الرياضية من لجنة أولمبية وجامعات إلا وسيلة للأسفار وللاستفادة من الصفقات، ومواصلة الالتصاق بالرياضة بأي ثمن، بشكل تحولت معه اللجنة الأولمبية إلى «ريع» لمسؤولين يتصرفون فيها كما يتصرفون في أملاكهم الخاصة. إن الرياضة المغربي تعاني ليس فقط لأن النتائج في الألعاب الأولمبية جاءت مخيبة، ولكن لأن هناك مسيرين «يمصون» دم الرياضة وجففوا منابعها وبدل أن يصنعوا ربيعها فإنهم حولوها إلى مصدر للألم للمغاربة، خصوصا وأنها تعرف جفافا على كافة المستويات.