نبّه فاعلون جمعويون في الرباط إلى «الاختلالات» التي ما زالت تعرفها صفقات ما يعرف ب»التدبير المفوض»، مطالبين بفتح تحقيق نزيه بشأنها وبشأن ما وصفوه ب»الشبهات» التي تحوم حولها، مُجدّدين لفت انتباه المسؤولين إلى «الفشل الذريع» الذي وصلت إليه سياسة تفويت خدمات أساسية لشركات خاصة وأجنبية، «لا هدف لها إلا جني الأرباح الطائلة وتحويلها إلى الخارج».. وعبّر هؤلاء الجمعويون عن قلقهم من كثرة شكايات المواطنين، التي يتوصلون بها حول جودة الماء الصالح الشرب في الرباط، والذين أكدوا أنهم لاحظوا تغيّراً في لونه ومذاقه وأن الشركة المفوض لها بتزويد المدينة بهذه المادة الحيوية لم تكلف نفسها عناء إخبارهم بأي معلومات حول جودة الماء وأسباب تغير مذاقها، الذي تدهور بشكل ملموس خلال الأسابيع الأخيرة. ولم يُخفِ المشتكون، بسب الفاعلين الجمعويين، خوفهم من احتمال تأثير ذلك على صحتهم وصحة أبنائهم، مُهدّدين بالاحتجاج في حال لم تتدخل الشركة المعنية لتصحيح ذلك. وفي هذا السياق، طالبت جمعية العقد العالمي للماء بالعدول عن سياسة تفويت القطاعات الحيوية، وعلى رأسها الماء والتطهير، للخواص لتفادي كل ما يمكن أن ينجم عن سوء التدبير من مشاكل بيئية واقتصادية واجتماعية، مطالبة كذلك بجعل مصلحة المواطن وحقوقه فوق كل الاعتبارات وكل السياسات المُتّبَعة في هذه القطاعات الحيوية. وزيادة على مشكل الماء والتطهير، طرحت الجمعية مشكل الكهرباء، إذ إن العديد من أحياء العاصمة تعرف ظلاما دامسا بسبب انعدام خدمة الإنارة العمومية، وهو ما يخلق عدة مشاكل على مستوى أمن المواطنين، الذين لا يسلمون من السرقة خلال تجولهم ليلا. أما مدينة سلا، المجاورة، فهي ليست أفضل حالا من الرباط، فشأنها شأن باقي المدن التي تعرف هذا النوع من التدبير، وهو ما جعل مجلس المدينة مؤخرا يقرر، حسب الجمعية، تقليص مدة العقدة الذي تجمعه بشركة «فيوليا» من 7 سنوات إلى 4 في مقاطعتي «بطانة» و»حْصين»، ليقرر إنهاءها في يوليوز 2013، نظرا إلى عدم وفاء هذه الشركة بتعهداتها في ما يخص جمع النفايات وتعبئة الإمكانيات البشرية واللوجستيكية اللازمة لذلك، مما جعل مدينة سلا تعرف تقصيرا واضحا على مستوى هذه الخدمة، مع الإشارة إلى أن مجلس المدينة سبق له أن غرّم أكثر من مرة هذه الشركة لعدم وفائها بالتزماتها. وقد جاءت مطالب جمعية العقد العالمي للماء في خضمّ متابعتها لما آلت إليه أوضاع العاصمة الرباط، التي تقول الجمعية، في بلاغ لها، إن الوضع البيئي فيها تدهور إلى حد لا يطاق، بشكل أصبح يهدد الساكنة في صحتها وفي كل مظاهر حياتها اليومية، خصوصا في ظل ارتفاع موجة الحرارة التي تعرفه البلاد.