الرباط محمد أحداد بات حزب الأصالة والمعاصرة بمدينة الحسيمة على صفيح ساخن مع اقتراب نهاية ولاية فاطمة السعدي على رأس المجلس البلدي للمدينة. وينذر هذا الصيف بصراع قوي بين أعضاء أغلبية المجلس ورئيسته في ظل الاتفاق الذي كانت وقعته السعدي مع كل من محمد الحموتي، الأمين العام الجهوي للحزب، ومنعم البلوقي، الأمين العام الإقليمي للبام، والذي يقضي بتخليها عن رئاسة المجلس لصالح زميلها في الحزب، عبد الكريم الغازي، بعد مرور ثلاث سنوات. الاتفاق الذي جاء بعد انتخاب محمد بودرا رئيسا لجهة تازةالحسيمة تاونات، ينص على أن تقتسم كل من السعدي والغازي ولاية المجلس البلدي، غير أن السعدي تدفع في اتجاه التمسك برئاسة المجلس حتى نهاية الولاية، مسنودة ببعض أعضاء المعارضة. واشتد الصراع بين الأغلبية المكونة للمجلس، التي يقودها الغازي والسعدي، أثناء محاولة الأخيرة جمع أغلبيتها لعقد دورة للمجلس دون أن تنجح في ذلك، حيث فشلت في توفير النصاب القانوني، الشيء الذي حتم عليها فيما بعد عقدها ب 12 عضوا فقط من أصل 35 عضوا. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن أعضاء الأغلبية المسيرة للمجلس يقاطعون منذ مدة دورات المجلس بعد الخلافات الحادة التي ظهرت بين أعضاء حزب الأصالة والمعاصرة بسبب الانتقادات الحادة الموجهة إلى طريقة تسيير السعدي منذ توليها رئاسة المجلس خلفا لمحمد بودرا، القيادي في الحزب. وكشفت مصادر «المساء» أن كلا من الأمينين العامين الجهوي والإقليمي للحزب يدفعان باتجاه أن يتولى الغازي، النائب الأول لفاطمة السعدي، رئاسة المجلس لتجنب زرع الانقسام بين مكونات الحزب، خاصة أن الحزب سيدخل الانتخابات المقبلة للحفاظ على مكانته في عاصمة الريف، في الوقت الذي تشير بعض المصادر إلى أن السعدي تستمد قوتها من بعض أعضاء المكتب السياسي للحزب في صراعها مع أغلبية المجلس للبقاء على رأسه خلال الثلاث سنوات المقبلة. إلى ذلك، أبرزت مصادرنا أن عدم تقديم السعدي استقالتها في هذه الظرفية سيؤدي إلى نشوء بوادر خلاف حادة في صفوف حزب الأصالة والمعاصرة, ولم تستبعد المصادر ذاتها أن يتدخل إلياس العماري، القيادي الريفي البارز في «البام»، خلال الأيام القليلة المقبلة لإنهاء حالة الاحتقان التي يعيشها الحزب. وقالت مصادرنا إن العماري ستكون له الكلمة الفصل في حسم هذا الصراع.