كشف رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، لأول مرة، عن وجود خلافات بينه وبين الملك محمد السادس حول بعض القضايا دون أن يشير إلى طبيعتها. وقال بنكيران في هذا السياق، خلال الحلقة الثانية من حواره على قناة «الجزيرة» أول أمس، «علاقتي بالملك ليست دائما سمنا على عسل». وتمنى بنكيران أن تكون دائما علاقته بالملك ليس سمنا على عسل فقط بل عسلا على عسل. وتابع بنكيران قائلا عن هذه العلاقة مع الملك «وحين نختلف على شيء فإنني أراجعه بأدب، ولا أملك أن أتعامل مع الملك إلا في إطار احترام وتوقير خاص، وفي أكثر من مرة استجاب لمراجعتي»، مشيرا إلى أنه «كلما تشاورت مع جلالة الملك، إلا وكانت توجيهاته إيجابية وتدخل السرور، وتسير في اتجاه إيجابي». واعتبر بنكيران أنه مجرد رئيس حكومة لأن الذي يتحمل المسؤولية الحقيقية على الدولة وعلى رئاستها واستمرارها أمام الله وأمام الناس هو جلالة الملك، مشددا على القول أن الملك مافتئ يؤكد لي أنه يريد أن تنجح هذه التجربة. وأكد بنكيران أن «المغاربة حين خرجوا في 20 فبراير، بغض النظر عن بعض المتطرفين الذين كانوا يبالغون، فإنهم رفعوا شعار إسقاط الفساد والاستبداد، ولم يرفعوا شعار إسقاط النظام، فلو جاء الربيع العربي في وقت آخر، ليس بعد سنة 1975، لكان الشارع يهتف بإسقاط النظام، وفي مرحلة من المراحل هم لم يهتفوا ولكن حاولوا إسقاطه، والمغاربة لا يخافون من الملك ولكن يخافون عليه». وأوضح أن «المغاربة يسلمون على الملك باحترام، فأنا أسلم على كتفه وليس لدي رغبة لأسلم عليه باليد، فالملك ليس صديقي، فهو ملكنا ولدي في مرتبة عالية، وعاداتنا نحن المغاربة أننا نقبل أيدي آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وغيرهم، وأنا لا أركع إلا لله ولا أسجد إلا لله، والمغاربة لا يركعون إلا لله ولا يسجدون إلا لله، لكن هذه طريقة فيها انحناء، وأقول للذين يبالغون لا تبالغوا، وللذين يتعالون عليهم الانحناء شيئا ما أمام الملك احتراما». وفي حديثه عن الولاة ورجال السلطة، أكد بنكيران أن «الكثير مما يقال عنهم هو إشاعات، وأريد من أي مواطن لديه ملف حقيقي يستطيع أن يثبت لي به فساد واحد منهم أو من غيرهم أن يقدمه، وهذا قاله لي جلالة الملك وقال لي حتى لو كان واقع فيه فساد ولو من محيطي فلن أتركه، فحين نطلب الملفات لا يأتينا شيء، وكثير من الكلام إشاعات، لكن إذا وقع شخص في مخالفة واضحة وبينة سأتخذ في حقه الإجراء اللازم». وسجل بنكيران أن الحكومة ورثت وضعا فيه أمور إيجابية، «فالمغرب تطور وتغير خصوصا في السنوات الأخيرة، لأن جلالة الملك اهتم بالمشاريع الكبرى، لكن في المغرب نشكو في قطاعات معينة من اختلالات لها ثقل على المستوى الوطني، في التعليم والقضاء والسكن والشغل والصحة، وهذه ملفات أساسية في المغرب». وختم بنكيران حواره على قناة «الجزيرة» بالقول: «أنا جئت في ظروف صعبة، كانت فيها أشياء كثيرة مهددة ومختلة، ولا يمكن أن أصلح الاختلالات وأخرج من منطقة التهديدات لوحدي، ولا في فترة وجيزة، لكن بالتضحية وبالصبر و«تزيار السمطة»، سننجز الإصلاحات... ونحن أمة بمؤسساتنا، وعلى رأسها المؤسسة الملكية والمؤسسة التشريعية والتنفيذية والمجتمع المدني وعموم المواطنين، إذا صلحت نوايانا فنحن قادرون على تحقيق المعجزات».