لأول مرة، ربما، في تاريخ المغرب المعاصر، يلف الغموض تنظيم حفل الولاء بمناسبة عيد العرش، والذي يعد «طقسا» مركزيا وبروتوكولا مخزنيا محوريا في الدولة المغربية. وتضاربت الأنباء بخصوص مصير هذا الحفل الذي يدعى إليه كل مسؤولي الدولة والولاة والعمال وأعضاء الحكومة وممثلي الأمة للركوع أمام الملك وهو راكب على فرسه، بين قائل إن هذا الحفل المثير للجدل تم تأجيله وقائل إن الحفل تم إلغاؤه تجاوبا مع مقتضيات الدستور الجديد الذي لم يعد فيه الملك شخصا مقدسا. وازداد هذا الغموض أكثر عندما خلا البلاغ الصادر عن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة من أي إشارة إلى هذا الحفل. كما لوحظ أن حفل الإفطار الذي نظمه القصر، بداية الأسبوع الجاري، وتم خلاله توشيح شخصيات بأوسمة ملكية، أظهر تغييرا في بروتوكول السلام على الملك، إذ ظل الجميع، خاصة الضيوف المدنيين، يكتفون بتقبيل كتفه أو الاقتصار على مصافحته باستثناء العسكريين الذين كانوا يقبلون يده؛ وهو الأمر الذي زكى الالتباس والغموض لدى جموع المغاربة الذين يتساءلون اليوم: هل، فعلا، تم حذف حفل الولاء باعتباره طقسا مخزنيا لم تعد الملكية الثانية في عهد محمد السادس في حاجة إليه؟ للجواب عن هذا السؤال تبدو الحاجة اليوم ماسة إلى إعادة تجربة الناطق الرسمي بالقصر الملكي التي عرفتها بداية حكم محمد السادس، وذلك لتفادي مثل هذه الأقاويل والإشاعات، لأن المؤسسة الملكية فاعل رئيسي في الحياة السياسية، والتواصل معها عبر ناطق رسمي سيعزز، بلا شك، هذا التلاحم بين العرش والشعب.