فاجأ محمد درداكي، رئيس أولمبيك خريبكة أعضاء المكتب المسيرللفريق والمنخرطين، بتقديم استقالته من رئاسة الأولمبيك، مباشرة بعد انتهاء الجمع العام من التصويت على تجديد الثلث الخارج من المكتب المسير، طالبا عقد جمع عام استثنائي لانتخاب رئيس جديد للفريق. وبرر درداكي أسباب تقديمه لاستقالته، أولا بقضائه لسنتين عصيبتين رفقة الفريق، وثانيا بعدم قدرته على المزاوجة بين وظيفته كمدير للموارد البشرية داخل المجمع الشريف للفوسفاط، ومهامه كرئيس لأولمبيك خريبكة. ومباشرة بعد إعلانه لمغادرة الفريق، أخذ الكلمة مصطفى سكادي، نائب الرئيس وطبيب الفريق، ليطلب من الجمع العام رفض استقالة الرئيس، متحججا بعدم سماح الظرفية العامة التي يمرمنها الفريق، ليرفض الجميع استقالة الرئيس. وكان الجمع العام السنوي العادي الذي عقده أولمبيك خريبكة لكرة القدم، ليلة أول أمس الخميس، بمقر قاعة الحفلات التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، استثنائيا بكل المقاييس على مستوى تاريخ الجموع العامة للفريق، إن على مستوى المدة الزمنية التي استغرقها هذا الجمع، الذي تواصل حتى الساعة الثانية والنصف صباحا، وإن على مستوى مداخلات بعض المنخرطين، التي وجهت انتقادات مباشرة للأداء التسييري للمكتب المسير، ناهيك عن حضور قوات الأمن أمام مقر الجمع العام، على خلفية الوقفة الاحتجاجية التي نظمها أفراد من الجمهور الخريبكي وبعض قدماء لاعبي الفريق. وظل بعض المنخرطين داخل الفريق الخريبكي من جهة، وبعض أفراد المكتب المسير يتداولون فيما بينهم، لمدة قاربت الساعة، قبل إعطاء انطلاق الجمع العام، الذي كان تم تحديد موعد بدايته في العاشرة والنصف ليلا، ليتأخر حتى حدود الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة، بسبب التشاور القبلي، الذي طغى على أجواء الجمع العام. وبعد التأكد من توفرالنصاب القانوني، أخذ الكلمة محمد درداكي، رئيس الفريق، وتحدث عن الموسم الاستثنائي الذي عاش على إيقاعه الأولمبيك، الذي كان مهددا بفقد مكانته بالقسم الوطني الأول، خلال أول مشاركة له في البطولة المغربية، في نسختها «الاحترافية»، رافضا التطرق للحيثيات والمسببات التي كانت وراء ذلك، مكتفيا بالتشديد على ضرورة استخلاص الدروس والعبر من أزمة أولمبيك خريبكة هاته. وتطرق درداكي في معرض مداخلته لاستراتيجية الفريق المستقبلية على مستوى الهيكلة الإدارية والتقنية، مشيرا للتعاقد مع المدرب الفرنسي فرانسوا براتشي، وإلى التعاقد مع مجموعة من اللاعبين الجدد داخل الفريق. واعترف درداكي مجددا بوجود تقصير كبير على مستوى التعاطي والتواصل مع وسائل الإعلام، موضحا في السياق ذاته، أنه لم يكن مقصودا، وأن ظروف «الفتنة» التي كان يعيشها الفريق، لم تكن تسمح بالتعامل مع مجموعة من المكونات الخارجية، حتى العبور لبر الأمان، على حد قوله. وختم درداكي مداخلته بالقول :»لأولئك الذين يعيشون في الماء العكر، أن يتركوا الفريق يعيد الأمجاد التي عاشها». وبعد تلاوة التقريرين الأدبي والمالي، الذي حدد مصاريف الفريق في 21968086،50درهم، والمداخيل في مليارين و200 مليون سنتيم، تمت المصادقة عليهما بالإجماع ما عدا منخرطا واحدا، كان عضوا في المكتب المسيرالسابق، ولم يتم تجديد انتخابه ضمن الثلث الجديد المنتخب، والذي وجه انتقادات قوية لكل من رئيس الفريق والمدير الإداري ميلود جدير، بخصوص انتدابات وتسريح مجموعة من اللاعبين، معتبرا إياهما ينفردان بالقرارداخل الفريق، دون الرجوع لباقي مكونات المكتب. الجدير بالذكر أن ميلود جدير، المدير الإداري لخريبكة، والناطق الرسمي باسم الفريق، لم يجلس بالمنصة الرسمية، كما كانت عادته في الجموع العامة السابقة، وظل يشيربإيماءات توحي بكونه غادر الفريق الخريبكي، في الوقت الذي حرص فيه محمد درداكي على الدفاع عن ميلود جدير، وهو يقول :» الحاج ميلود جديركفاءة كبيرة، ظل يخدم مصلحة الفريق لمدة تناهز ربع قرن، ولم ندافع عنه بسبب الفتنة، ونطلب منه « السماحة»، وجميع الفرق الوطنية تعرضت لعقوبات باستثناء خريبكة، بفضل الإدارة الجيدة لجدير، وأنا شاهد على نزاهته واستقامته وخبرته، التي يعترف بها الجميع على صعيد المغرب، وأستنكر ما يتعرض له من هجوم شرس».