كانت الحكاية، إضافة إلى كونها وسيلة للترفيه والتسلية وغمر المتخيل الطفولي بالرغبات التي تتحقق بسهولة، وسيلة للتربية والتنشئة الاجتماعية للفرد والمجتمع. موقف الغيلم ملتبس في هذه الحكاية، فهو يتمسك بالضفدعة، رغم سوء أخلاقها وقبحها ويهمل الغزالة، ولا ندري لماذا لا تقبل هي العودة إليه إلا بتوسط الحصان.. وفي النهاية، أمَا كان عليه أن يكتفيّ بزوجه واحدة ليبعد عنه كل هاذ صداع الرأس.. الحكاية كان حتى كان، في ما مضى من الزمان، حتى كان الحبق والسوسان في حجر النبي العدنان، عليه الصلاة والسلام.. قال ليك، آسيدي، الفكرون كان داير جوج ضرايرات أم سيسي والجرانة. ناضو مشاو يحطبو، أم سيسي تدوز تحطب، والجرانة تلقط جوج عويدات وفين ما صابت شي حفيرة تسمط فيها، أم سيسي هزّات حزمتها والجرانة جايْبة ذريع فوق راسها، الجرانة قالت لأم سيسي: -«ما غاديش نقدر نهز الحطب».. دازو على الجّماعة بجوجات، جا الفكرون قال ليها: -«يا لحرشة يا لبرشة، فين ما مشيتي تضحّكي عليّ الجّماعة».. وهي تمشي في حالها، غضبانة.. هو يمشي الفكرون، طلع فوق واحد الصخرة في الواد، وبقى تايخمم وهو يدوز الفروج وقال ليه: -«مالك آعمي الفكرون مهموم ومغموم وجالس على حجيرات العيون؟».. قال ليه: «اللّي مشات لو غزالو آش من حياة بقات لو؟».. قاليه الفروج: «أنا نجيبها ليك.. أنا نجيبها ليك».. مشى دق على الدار، قالت ليه الجّرانة: -«شكون اللّي دق الدار على بْنات الحْضار بلا شْوار؟».. قال ليها: «عمّك الفروج اللّي لبستو حْرير ونوناتو حرير ولحيتو حرير».. هي تقول ليه: «كون كنتي عمّي الفروج اللي لبستو حرير ونوناتو حرير، قاع ما تبحث في مرابط الحمير».. وهو يمشي بحالو غضبان.. وهي تدوز الدجاجة وقالت للفكرون: -«مالك آعمي الفكرون مْهموم ومغموم وجالس على حجيرات العيون؟».. قال ليها: -«اللي مشات لو غزالو آش من حياة بقات لو؟».. قالت ليه: «أنا نردها ليك.. أنا نردها ليك».. مشات دقات الدار على الجرانة وهي تقول ليها: «شكون اللّي دق الدار على بنات الحضار بْلا شْوار؟».. قالت ليها هذي عمتك الدجاجة اللّي تبيّضْ البيض الفقّوصْ وما تاكلو غير العروسة والعروسْ».. قالت ليها: «كون كنتي عْمتي الدّجاجة اللي تبيّض غير البيض الفقوص وما ياكلو غير لعروسة ولعروس، قاع ما تبزقي فلقادوسْ».. وهي تغضب ومشات.. وهي تدوز عليه -طايرا بقر- وهي تقول ليه: -»مالك آعمي لفكرونْ مهموم ومغموم وجالس على حجر لعيون؟».. قال ليها: -«اللي مشات ليه غزالو آش من حياة بقات لو؟».. قالت ليه: -»أنا نجيبها لك».. مشات دقّات عليها قالت ليها: -»شكون اللّي دق الدارْ على بْنات الحضّار بلا شوارْ؟».. قالت ليها: -أنا طايرا بقر، مولات اللبسة اللطيفة والمشية الخفيفة».. قالت ليها: -«كون كنتي عمتي «طايرا بقر»، مولات اللبسة اللطيفة والمشية لْخفيفة قاع ما تاكلي لقرادة من البقرة الضعيفة».. وهي تمشي فقعانة.. وهو يدوز العَود وهو يسوّل لفكرون: -«مالك أعمّي لفكرون مهموم ومغموم وجالس على حجيرات لعيون؟».. قال ليه: «اللي مشى لو غزالو آش من حياة بقات لو؟».. قال ليه: «أنا نجيبها لك، أنا نجبيها لك».. مشى دق على الجرانة، قالت له: -«شكون دقّ الدار على بنات الحْضار بلا شوارْ؟».. قال ليها: - «أنا عْمّك العَود بن العود اللي صْفيحاتو حديدْ وسناحاتو حْديدْ، وإيلا ما رجعتيش معايا غانرجعك دقيق».. قالت ليه: «أنا راجعة معاك آ الدم لكبيرْ».. وهي ترجع معاه.
المصدر : الدكتور محمد فخرالدين -كتاب موسوعة الحكاية الشعبية -الحكاية 21 .